للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

قال: صدقتَ، يا آدم، وقد تبتُ عليك، وغفرتُ لك خطيئتك. قال: فحمد آدم ربَّه، وشكره، وانصرف بأعظم سرور، ولم ينصرف به عبدٌ من عند ربه. وكان لباس آدم النور، قال الله: {ينزع عنهما لباسهما ليريهما سوآتهما} [الأعراف: ٢٧] ثياب النور. قال: فجاءته الملائكة أفواجًا تُهَنِّئه، يقولون: لِتَهْنِك توبة الله، يا أبا محمد (١). (١/ ٣٢١)

١٤٨٦ - عن قتادة -من طريق مَعْمَر- في قوله: {فتلقى آدم من ربه كلمات}، قال: وهو قوله: {ربنا ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخسرين} (٢). (ز)

١٤٨٧ - عن قتادة -من طريق شَيْبان- في قوله: {فتلقى آدم من ربه كلمات}، قال: ذُكِر لنا: أنّه قال: يا رب، أرأيتَ إن تبتُ وأصلحتُ؟ قال: فإنِّي إذن أُرْجِعُك إلى الجنة. قال: {قالا ربنا ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين} [الأعراف: ٢٣]. فاستغفر آدمُ ربه، وتاب إليه، فتاب عليه. وأما عدوُّ الله إبليس، فواللهِ، ما تَنَصَّل مِن ذنبه، ولا سأل التوبة، حَتّى وقع بما وقع به، ولكنه سأل النَّظْرَة إلى يوم الدين، فأعطى اللهُ كلَّ واحد منهما ما سأل (٣). (١/ ٣١٧)

١٤٨٨ - عن محمد بن كعب القُرَظِيّ -من طريق موسى بن عُبَيْدَة الرَّبَذِي- في قوله: {فتلقى آدم من ربه كلمات}، قال: هو قوله: {ربنا ظلمنا أنفسنا} الآية [الأعراف: ٢٣]، ولو سكت الله عنها لم يُخْبِرْنا عنها لَتَفَحَّصَ رجالٌ حتى يعلموا ما هي (٤).

(١/ ٣١٨)

١٤٨٩ - قال محمد بن كعب القُرَظِي: هي قوله: لا إله إلا أنت، سبحانك وبحمدك، ربِّ عملتُ سوءًا، وظلمتُ نفسي؛ فاغفر لي، إنك أنت التواب الرحيم، لا إله إلا أنت، سبحانك وبحمدك، ربِّ عملتُ سوءًا، وظلمتُ نفسي؛ فارحمني، إنك أنت أرحم الراحمين (٥). (ز)


(١) عزاه السيوطي إلى ابن المنذر.
وقد تقدم كلام ابن تيمية على سؤال الله بحق محمد - صلى الله عليه وسلم -، وأن النبي - صلى الله عليه وسلم - لم يأمر به، ولا نقل عن أحد من الصحابة الأخيار؛ فعلم أنه من أكاذيب أهل الوضع.
(٢) تفسير عبد الرزاق ١/ ٤٤.
(٣) أخرجه البيهقي في شعب الإيمان (٧١٧٤)، وابن جرير ١/ ٥٨٢ من طريق سعيد، إلى قوله: أرجعك إلى الجنة. وعزاه السيوطي إلى عبد بن حميد، وابن المنذر.
(٤) أخرجه البيهقي في شعب الإيمان (٧١٧٢) مختصرًا. وعلَّقه ابن أبي حاتم ١/ ٩١. وعزاه السيوطي إلى عبد بن حميد، وابن جرير، وابن المنذر.
(٥) تفسير الثعلبي ١/ ١٨٤، وتفسير البغوي ١/ ٨٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>