للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

١٤٩٠ - عن إسماعيل السدي -من طريق أسباط- {فتلقى آدم من ربه كلمات}، قال: ربِّ، ألم تخلقني بيدك؟ قيل له: بلى. قال: ونفختَ فِيَّ من رُوحِك؟ قيل له: بلى. قال: وسَبَقَتْ رحمتُك غضبَك؟ قيل له: بلى. قال: ربِّ، هل كنتَ كتبتَ هذا عَلَيَّ؟ قيل له: نعم. قال: ربِّ، إن تبتُ وأصلحتُ هل أنت راجِعِي إلى الجنة؟ قيل له: نعم. قال الله تعالى: {ثم اجتباه ربه فتاب عليه وهدى} [طه: ١٢٢] (١). (ز)

١٤٩١ - عن عطية العوفي، نحوه (٢). (ز)

١٤٩٢ - عن شعيب صاحب جَبَأٍ (٣) -من طريق سَلَمَة بن وهْرام- قال: لَمّا خُلِقَ آدم - عليه السلام - خَلَقَهُ خلْقًا عظيمًا، قال: فنفخ فيه الروح، وأجراه في رجليه، تَحَرَّك، فقال الله - عز وجل -: خُلق الإنسان عجولًا. ثم جرى الروح فيه حتى عطس، فقال: الحمد لله رب العالمين. فقال الله - عز وجل -: يرحمك ربك، آدم، مَن أنا؟ قال: أنت الله، لا إله إلا أنت. قال: صدقتَ. قال: فلَمّا أصاب المعصية قال: يا رب، رحمتني قبل أن تعذبني، وصدَّقتني قبل أن تُكَذِّبني؛ فتُبْ عَلَيَّ. فتاب الله - عز وجل - عليه. قال: فذلك قوله: {فتلقى ادم من ربه كلمات فتاب عليه إنه هو التواب الرحيم} (٤). (ز)

١٤٩٣ - قال مقاتل بن سليمان: {فَتَلَقّى آدَمُ مِن رَبِّهِ كَلِماتٍ} بعد ما هبط إلى الأرض يوم الجمعة، يعني بالكلمات أن قال: ربِّ، أكان هذا شيء كُنْتَ قدَّرْتَه عليَّ قبل أن تخلقني، فسبق لي به الكتاب أني عامله، وسبقت لي منك الرحمة حين خلقتني؟ قال: نعم، يا آدم. قال: يا ربِّ، خلقتني بيدك، فسَوَّيْتَنِي، ونفخت من روحك، فعطستُ، فحمدتُك، فدعوتَ لي برحمتك؛ فسبقت رحمتك إليَّ غضبك؟ قال: نعم، يا آدم. قال: أخرجتني من الجنة، وأنزلتني الأرض، يا رب، إن تبتُ وأصلحتُ تُرْجِعُنِي إلى الجنة؟ قال اللَّه - عز وجل - له: نعم، يا آدم. فتاب آدم وحواء يَوْم الجمعة،


(١) أخرجه ابن جرير ١/ ٥٨٢، وابن أبي حاتم ١/ ٩٠، وسعيد بن منصور في سننه (١٨٦ - تفسير) مختصرًا من طريق الحسن بن يزيد الأصم، وكذا ابن عساكر في تاريخ دمشق ٧/ ٤٣٣.
(٢) علَّقه ابن أبي حاتم ١/ ٩١ (عَقِب ٤٠٧).
(٣) جَبَأ -بالتحريك- بوزن جَبَلٍ: جَبَلٌ باليمن قرب الجَنَد. وقيل: قرية باليمن. وقيل: جبأ: مدينة كورة المعافر، وهي لآل الكرندي من حمير. مراصد الاطلاع مادة (جبأ).
وشعيب هذا هو المشهور بشعيب الجَبائي أو الجَبَئي، أخباري، تقدمت ترجمته مختصرة في آخر تفسير قوله تعالى: {وبَرْقٌ} [البقرة: ١٩].
(٤) أخرجه ابن عساكر في تاريخ دمشق ٧/ ٣٨٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>