للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

فعند ذلك قالا: {رَبَّنا ظَلَمْنا أنْفُسَنا وإنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنا وتَرْحَمْنا لَنَكُونَنَّ مِنَ الخاسِرِينَ} [الأعراف: ٢٣] (١). (ز)

١٤٩٤ - عن عبد الرحمن بن زيد بن أسلم -من طريق ابن وهْب- في قوله: {فتلقى آدم من ربه كلمات} الآية، قال: لقّاهما هذه الآية: {ربنا ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين} [الأعراف: ٢٣] (٢) [١٨٦] [١٨٧]. (ز)


[١٨٦] رجَّحَ ابنُ جرير (١/ ٥٨٦ - ٥٨٧ بتصرف)، وابنُ تيمية (١/ ١٩٨ - ١٩٩) أنّ الكلمات التي تلقاها آدم من ربه هي قوله تعالى: {ربنا ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكوننَّ من الخاسرين} [الأعراف: ٢٣]، واستندا إلى دلالةِ القرآن.
قال ابنُ جرير: «والذي يدلُّ عليه كتابُ الله: أنّ الكلمات التي تلقاهنّ آدمُ من ربه هُنَّ الكلمات التي أخبر الله عنه أنه قالها، وهو قوله: {ربنا ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكوننَّ من الخاسرين}. وليس ما قاله مَن خالف قولَنا هذا -من الأقوال التي حكيناها- بمدفوع قوله، ولكنه قولٌ لا شاهد عليه من حُجَّة يجب التسليم لها، فيجوز لنا إضافته إلى آدم، وأنه مما تلقاه من ربّه عند إنابته إليه من ذنبه».
وقال ابنُ تيمية: «ومن ذكر أن الكلمات التي تلقاها من ربه غير هذه لم يكن معه حجة في خلاف ظاهر القرآن».
[١٨٧] علَّقَ ابنُ جرير (١/ ٥٨٦ - ٥٨٧) على الأقوال المحكية بأنها «وإن كانت مختلفة الألفاظ، فإن معانيها متفقة في أنّ الله -جل ثناؤه- لَقّى آدمَ كلماتٍ، فتلقاهن آدمُ من ربه، فقَبِلَهُنَّ، وعمل بِهِنَّ، وتاب بقيله إيّاهُن وعملِه بهن إلى الله من خطيئته، معترفًا بذنبه، مُتَنَصِّلًا إلى ربه من خطيئته، نادمًا على ما سلف منه من خلاف أمره، فتاب الله عليه بقبوله الكلمات التي تلقاهُنَّ منه، وندمه على سالف الذنب منه».
ونقل ابن عطية (١/ ١٨٩) قولين آخرين عن طائفة في معنى الكلمات: الأول: «إن آدم رأى مكتوبًا على ساق العرش: محمد رسول الله، فتشفع بذلك، فهي الكلمات». والثاني: «إن المراد بالكلمات ندمه واستغفاره وحزنه، وسماها كلمات مجازًا لما هي في خلقها، صادرة عن كلمات، وهي» كن «في كل واحدة منهن». وعلَّق عليه بقوله: «وهذا قول يقتضي أن آدم لم يقل شيئًا إلا الاستغفار المعهود».

<<  <  ج: ص:  >  >>