للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

٤٣٦١٤ - قال قتادة بن دعامة: بكتابهم الذي فيه أعمالهم (١). (ز)

٤٣٦١٥ - قال علي بن أبي طلحة: بأئمَّتهم في الخير والشر (٢) [٣٨٨٣]. (ز)

٤٣٦١٦ - قال مقاتل بن سليمان: {يوم ندعوا كُل أُناس بإمامهم} يعني: كل أمة بكتابهم الذي عملوا في الدنيا من الخير والشر، مثل قوله - عز وجل - في يس [١٢]: {وكل شيءٍ أحصيناهُ في إمام مُبين}، وهو اللوح المحفوظ (٣). (ز)

٤٣٦١٧ - عن عبد الرحمن بن زيد بن أسلم -من طريق ابن وهب- في قول الله - عز وجل -: {يوم ندعو كل أناس بإمامهم}، قال: بكتابهم الذي أُنزل عليهم فيه أمرُ الله ونهيه وفرائضه، والذي عليه يحاسبون. وقرأ: {لكل جعلنا منكم شرعة ومنهاجا} [المائدة: ٤٨]، قال: الشِّرعة: الدين. والمنهاج: السُّنَّة. وقرأ: {شرع لكم من الدين ما وصى به نوحا} [الشورى: ١٣]. قال: فنوح أولهم، وأنت آخرهم (٤) [٣٨٨٤]. (ز)


[٣٨٨٣] عَلَّقَ ابنُ كثير (٩/ ٤٧) على هذا القول، فقال: «ويحتمل أن المراد بإمامهم: أي: كل قوم بمن يأتمون به؛ فأهل الإيمان ائتموا بالأنبياء?، وأهل الكفر ائتموا بأئمتهم، كما قال: {وجعلناهم أئمة يدعون إلى النار} [القصص: ٤١]، وفي الصحيحين: «لتتبع كل أمة ما كانت تعبد، فيتبع ما كان يعبد الطواغيت الطواغيت» الحديث. وقال تعالى: {وترى كل أمة جاثية كل أمة تدعى إلى كتابها اليوم تجزون ما كنتم تعملون * هذا كتابنا ينطق عليكم بالحق إنا كنا نستنسخ ما كنتم تعملون} [الجاثية: ٢٨ - ٢٩]، وهذا لا يُنافي أن يُجاء بالنبي إذا حكم الله بين أمته؛ فإنه لا بد أن يكون شاهدًا على أمته بأعمالها، كقوله تعالى: {وأشرقت الأرض بنور ربها ووضع الكتاب وجيء بالنبيين والشهداء} [الزمر: ٦٩]، وقوله تعالى: {فكيف إذا جئنا من كل أمة بشهيد وجئنا بك على هؤلاء شهيدا} [النساء: ٤١]».
[٣٨٨٤] لخَّصَ ابنُ عطية (٥/ ٥١٦) أقوال المفسرين في معنى قوله تعالى: {بإمامهم}، فقال: "وقوله: {بإمامهم} يحتمل أن يريد: باسم إمامهم. ويحتمل أن يريد: مع إمامهم. فعلى التأويل الأول: يقال: يا أمة محمد - صلى الله عليه وسلم -، ويا أتباع فرعون، ونحو هذا. وعلى التأويل الثاني: تجيء كل أمة معها إمامها من هادٍ أو مضلّ.
واختلف المفسرون في الإمام. فقال مجاهد وقتادة: نبيهم. وقال ابن زيد: كتابهم الذي نزل عليهم. وقال ابن عباس والحسن: كتابهم الذي فيه أعمالهم. وقالت فرقة: مُتَّبَعُهُم، مِن هادٍ أو مضلّ «. ثم ذَهَبَ إلى أنّ لفظة» الإمام «تعُمّ تلك الأقوال، فقال:» ولفظة «الإمام» تعُمّ هذا كله؛ لأن الإمام هو ما يؤتم به، ويُهْتَدى به في القصد".
ورجَّحَ ابنُ جرير (١٥/ ٨) القولَ الأخيرَ -بعد أن أدخل فيه القول الأول، أعني: قول مجاهد، وقتادة- استنادًا إلى الأغلب في اللغة، فقال: «أولى هذه الأقوال عندنا بالصواب قولُ مَن قال: معنى ذلك: يوم ندعو كل أناس بإمامهم الذي كانوا يقتدون به، ويأتمون به في الدنيا. لأن الأغلب من استعمال العرب» الإمام «فيما ائْتُمَّ واقتدي به، وتوجيه معاني كلام الله إلى الأشهر أولى، ما لم تثبت حجة بخلافه يجب التسليم لها».
وهذا ظاهر كلام ابن تيمية (٤/ ٢٣٧).
ورجَّحَ ابنُ كثير (٩/ ٤٧ - ٤٨ بتصرف) أنّ «الإمام» هو كتاب أعمالهم، كما قال ابن عباس، والحسن، استنادًا إلى النظائر والسياق، فقال: «المراد هاهنا بالإمام هو: كتاب الأعمال؛ ولذا قال تعالى: {يوم ندعو كل أناس بإمامهم فمن أوتي كتابه بيمينه فأولئك يقرءون كتابهم} ... وهذا القول هو الأرجح؛ لقوله تعالى: {وكل شيء أحصيناه في إمام مبين} [يس: ١٢]، وقال تعالى: {ووُضِعَ الكِتابُ فَتَرى المُجْرِمِينَ مُشْفِقِينَ مِمّا فِيهِ ويَقُولُونَ يا ويْلَتَنا مالِ هَذا الكِتابِ لا يُغادِرُ صَغِيرَةً ولا كَبِيرَةً إلّا أحْصاها ووَجَدُوا ما عَمِلُوا حاضِرًا ولا يَظْلِمُ رَبُّكَ أحَدًا} [الكهف: ٤٩]».

<<  <  ج: ص:  >  >>