ورجَّح ابنُ جرير (١٥/ ٤٧) القول الأول مستندًا إلى السنة، والآثار، ثم قال (١٥/ ٥١): «وهذا وإن كان هو الصحيح من القول في تأويل قوله: {عسى أن يبعثك ربك مقاما محمودا} لما ذكرنا من الرواية عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه والتابعين، فإنّ ما قاله مجاهد من أن الله يُقعد محمدًا - صلى الله عليه وسلم - على عرشه قول غير مدفوع صحته، لا من جهة خبر، ولا نظر ... ». وساق عددًا من الوجوه العقلية التي يتخّرج عليها قول مجاهد. وهو ما انتقده ابنُ عطية (٥/ ٥٢٩) بقوله: «وعضّد الطبري جواز ذلك بشطَط من القول، ولا يخرج إلا على تلطف في المعنى، وفيه بعد». ثم قال: «ولا ينكر مع ذلك أن يروى، والعلم يتأوله». وذكر أن من قال بالقول الثاني روى فيه حديثًا، ثم ذكر أن النقاش نقل عن أبي داود السختياني قال: مَن أنكر هذا الحديث فهو عندنا مُتَّهم، ما زال أهل العلم يتحدثون بهذا. وعلَّق عليه بقوله: «مَن أنكر جوازه على تأويله». ولم يذكر تأويله، كما لم يبين علة وصفه قول الطبري بالشطط.