وبنحوه ابنُ عطية (٥/ ٥٩٢). ووجَّه ابنُ جرير هذا القول ببيانه: «أن أهل الكتاب قالوا -فيما ذُكر- على عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: أن للفتية من لدن دخلوا الكهف إلى يومنا ثلاثمئة سنين وتسع سنين. فردّ الله ذلك عليهم، وأخبر نبيه أن ذلك قدر لبثهم في الكهف من لدن أووا إليه إلى أن بعثهم ليتساءلوا بينهم، ثم قال -جلّ ثناؤه- لنبيه - صلى الله عليه وسلم -: قل، يا محمد: الله أعلم بما لبثوا بعد أن قبض أرواحهم، من بعد أن بعثهم من رقدتهم إلى يومهم هذا، لا يعلم بذلك غير الله، وغير من أعلمه الله ذلك». وذكر ابنُ عطية أن قوله: {ولبثوا} الأول -على توجيه ابن جرير- يراد بها: في نوم الكهف، و {لبثوا} الثاني يراد به: بعد الإعثار عليهم موتى إلى مدة محمد - عليه السلام -، أو إلى وقت عدمهم بالبلى. ثم ذكر أن البعض قال: إنه لما قال: {وازدادوا تسعًا} لم يدْر الناس أهي ساعات، أم أيام، أم جمع، أم شهور، أم أعوام. واختلف بنو إسرائيل بحسب ذلك، فأمره الله برد العلم إليه. ثم علَّق (٥/ ٥٩٣) بقوله: «يريد: في التسع، فهي على هذا مبهمة. وظاهر كلام العرب والمفهوم منه أنها أعوام».