للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

فذكر موسى ما كان عُهِد إليه: إنّه يدلُّك عليه بعضُ زادك. قال: {ذلك ما كنا نبغ}. أي: هذه حاجتنا، {فارتدا على آثارهما قصصا} يَقُصّان آثارهما، حتى انتهيا إلى الصخرة التي فعل فيها الحوت ما فعل، وأبصر موسى أثر الحوت، فأخذا أثر الحوت يمشيان على الماء حتى انتهيا إلى جزيرة من جزائر البحر، {فوجدا عبدا من عبادنا آتيناه رحمة من عندنا وعلمناه من لدنا علما قال له موسى: هل أتبعك على أن تعلمن مما علمت رشدا}. فأقرَّ له بالعلم، قال: {إنك لن تستطيع معي صبرا وكيف تصبر على ما لم تحط به خبرا. قال: ستجدني إن شاء الله صابرا ولا أعصي لك أمرا. قال فإن اتبعتني فلا تسألني عن شيء حتى أحدث لك منه ذكرا}. يقول: حتى أكون أنا أُحْدِث ذلك لك. {فانطلقا حتى إذا ركبا في السفينة خرقها قال أخرقتها لتغرق أهلها} إلى قوله: {فانطلقا حتى إذا لقيا غلاما} على ساحل البحر في غِلمان يلعبون، فعمد إلى أجودهم وأصبحهم، فقتله، قال: {أقتلت نفسا زكية بغير نفس لقد جئت شيئا نكرا. قال ألم أقل لك إنك لن تستطيع معي صبرا}. قال ابن عباس: فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «فاستحيا نبيُّ الله موسى عند ذلك». فقال: {إن سألتك عن شيء بعدها فلا تصاحبني قد بلغت من لدني عذرا. فانطلقا حتى إذا أتيا أهل قرية استطعما أهلها} إلى قوله: {سأنبئك بتأويل ما لم تستطع عليه صبرا. أما السفينة فكانت لمساكين يعملون في البحر فأردت أن أعيبها وكان وراءهم ملك يأخذ كل سفينة غصبا}. قال: وهي في قراءة أبي بن كعب: (يَأْخُذُ كُلَّ سَفِينَةٍ صالِحَةٍ غَصْبًا). {فأردت أن أعيبها} حتى لا يأخذها الملك، فإذا جاوزوا الملك رَقَعُوها، فانتفعوا بها، وبقيت لهم، {وأما الغلام فكان أبواه مؤمنين} إلى قوله: {وأما الجدار فكان لغلامين يتيمين في المدينة} إلى قوله: {ذلك تأويل ما لم تسطع عليه صبرا}. قال: فجاء طائر هذه الحُمَّرَة (١) فيَلَغُ، فجعل يَغْمِسُ مِنقاره في البحر، فقال له: يا موسى، ما يقول هذا الطائر؟ قال: لا أدري. قال: هذا يقول: ما عِلمُكما الذي تَعْلَمان في علم الله إلا كما أنقُص به بمنقاري من جميع ما في هذا البحر (٢). (٩/ ٥٨٩ - ٥٩٠)

٤٥٢٩٤ - عن سعيد بن جبير، عن عبد الله بن عباس، قال: بينما موسى - عليه السلام - يُذَكِّر بني إسرائيل إذ حدَّث نفسَه أنّه ليس أحدٌ مِن الناس أعلم منه، فأوحى الله إليه: أنِّي


(١) الحُمَّرَةُ -بضم الحاء وتشديد الميم، وقد تخفف-: طائر صغير كالعصفور. النهاية (حمر).
(٢) أخرجه النسائي في الكبرى ١٠/ ١٥٩ (١١٢٤٣)، وابن عساكر في تاريخه ١٦/ ٤١٠ - ٤١١ ترجمة الخضر، من طريق عبد الله بن عبيد، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس به.
إسناده ضعيف؛ فيه عبد الله بن عبيد الأنصاري، قال عنه ابن حجر في التقريب (٣٤٥٦): «مجهول».

<<  <  ج: ص:  >  >>