للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

٤٥٧٤٧ - عن عبد الله بن مسعود، قال: أتينا نبيَّ الله - صلى الله عليه وسلم - يومًا وهو في قُبَّة أدم له، فخرج إلينا، فحمد الله، ثم قال: «أيَسُرُّكم أنّكم رُبُع أهل الجنة؟». فقلنا: نعم، يا رسول الله. فقال: «أيَسُرُّكم أنّكم ثُلُث أهل الجنة؟». فقلنا: نعم، يا نبي الله. قال: «والذي نفسي بيده، إنِّي لَأرجو أن تكونوا نِصف أهلِ الجنة، إنّ مثلكم في سائر الأُمَم كمثل شعرة بيضاء في جنب ثور أسود، أو شعرة سوداء في جنب ثور أبيض، إنّ بعدكم يأجوج ومأجوج، إنّ الرجل منهم لَيترك بعده مِن الذرية ألفًا فما زاد، وإنّ وراءهم ثلاث أمم: منسك، وتاويل، وتاريس، لا يعلم عِدَّتَهم إلا الله» (١). (٩/ ٦٧٠)

٤٥٧٤٨ - عن حذيفة بن اليمان، قال: سألتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن يأجوج ومأجوج. فقال: «يأجوج أُمَّة، ومأجوج أمة، كل أُمَّة بأربعمائة ألف أُمَّة، لا يموت رجل منهم حتى ينظر إلى ألف رجل مِن صُلْبِه، كلٌّ قد حمل السلاح». قلت: يا رسول الله، صِفْهم لنا. قال: «هم ثلاثة أصناف، صِنفٌ منهم أمثال الأرز». قلت: وما الأرز؟ قال: «شجر بالشام، طول الشجرة عشرون ومائة ذراع في السماء». قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «هؤلاء الذين لا يقوم لهم جبل ولا حديد، وصنف منهم يفترش إحدى أذنيه ويلتحف بالأخرى، لا يمرون بفيل ولا وحش ولا جمل ولا خنزير إلا أكلوه، ومَن مات منهم أكلوه، مُقَدِّمتهم بالشام، وساقتهم يشربون أنهار المشرق وبحيرة طَبَرِيَّة» (٢). (٩/ ٦٧٦)


(١) أخرجه ابن حبان ١٥/ ٢٤٠ - ٢٤١ (٦٨٢٨) مختصرًا، وابن أبي حاتم ٧/ ٢٣٨٧ (١٢٩٦٧) واللفظ له، من طريق زيد بن أبي أنيسة، عن أبي إسحاق، عن عمرو بن ميمون الأودي، عن ابن مسعود به.
إسناده ضعيف؛ أبو إسحاق السبيعي قد اختلط، ولا يُعلَم هل سماع زيد بن أبي أنيسة عنه كان قبل اختلاطه أم بعده، وزيد بن أنيسة قال ابن حجر عنه في التقريب (٢١١٨): «ثقة له أفراد». والحديث ثابت في الصحيحين والسنن مِن طرقٍ عن أبي إسحاق عن عمرو عن ابن مسعود به دون ذكر يأجوج ومأجوج، فلعل هذا من أفراد زيدٍ التي أخطأ فيها.
(٢) أخرجه الطبراني في الأوسط ٤/ ١٥٥ (٣٨٥٥)، وابن عدي في الكامل في الضعفاء ٧/ ٣٦٨ - ٣٦٩ (١٦٥٣) في ترجمة محمد بن إسحاق بن إبراهيم بن محمد بن عكاشة بن محصن الأسدي.
قال الطبراني: «لم يروِ هذا الحديثَ عن الأعمش إلا محمد بن إسحاق، ولا عن محمد بن إسحاق إلا يحيى بن سعيد العطار». وقال ابن عدي: «هذه الأحاديث بأسانيدها مع غير هذا مما لم أذكره لمحمد بن إسحاق العكاشي كلها مناكير موضوعة». وقال الهيثمي في المجمع ٨/ ٦ (١٢٥٧٢): «رواه الطبراني في الأوسط، وفيه يحيى بن سعيد العطار، وهو ضعيف». وقال ابن حجر في الفتح ١٣/ ١٠٦: «وهو من رواية يحيى بن سعيد العطار، عن محمد بن إسحاق، عن الأعمش، والعطّار ضعيف جدًّا، ومحمد بن إسحاق قال ابن عدي: ليس هو صاحب المغازي، بل هو العكاشي. قال: والحديث موضوع. وقال ابن أبي حاتم: منكر. قلت: لكن لبعضه شاهد صحيح». وقال ابن عراق في تنزيه الشريعة ١/ ٢٣٧ (٢٢): «ورأيت بخط الشيخ تقي الدين القلقشندي على حاشية الموضوعات لابن الجوزي ما نصُّه: لم ينفرد به العكاشي إلا من حديث حذيفة، وقد رواه ابن حبان». وقال الألباني في الضعيفة ٩/ ١٦٤ (٤١٤٣): «موضوع».

<<  <  ج: ص:  >  >>