وقالوا: أخرج لنا الغلمان من الجواري. فأمرهم فتوضئوا، فأخرَج الغلمان من الجواري؛ أما الجارية فأفرغت على يدها، وأما الغلام فاغترف، وقالوا: أدخل لنا في هذه الخرزة خيطًا. فدعا بالدَّسّاس (١)، فربط فيه خيطًا، فأدخله فيها، فجال فيها واضطرب حتى خرج من الجانب الآخر. وقالوا: املأ لنا هذا القَدَح بماء ليس من الأرض ولا من السماء. فأمر بالخيل، فأجريت، حتى إذا أزبدت مسح عرقها، فجعلوه فيه حتى ملأه. فلما رجعت رسلها فأخبروها أنّ سليمان رد الهدية وفَدَت إليه، وأمرت بعرشها فجُعِل في سبعة أبيات، وغَلَّقت عليها، فأخذت المفاتيح، فلما بلغ سليمان ما صنعت بعرشها {قال يا أيها الملأ أيكم يأتيني بعرشها قبل أن يأتوني مسلمين}(٢). (١١/ ٣٦٦)
٥٧٣٠٣ - قال عبد الرحمن بن زيد بن أسلم -من طريق ابن وهب-: كان في الهدايا التي بعثت بها وصائف ووُصفاء يختلفون في ثيابهم؛ ليمِيزَ الغلمان من الجواري. قال: فدعا بماء، فجعل الجواري يتوضأن من المرفق إلى أسفل، وجعل الغلمان يتوضؤون من المرفق إلى فوق. قال: وكان أبي يحدثنا هذا الحديث (٣)[٤٨٦٧]. (ز)
٥٧٣٠٤ - قال محمد بن السائب الكلبي: عشرة غِلْمان، وعشر جواري (٤). (ز)
٥٧٣٠٥ - قال مقاتل بن سليمان: ثم قالت المرأة لأهل مشورتها: {وإني مرسلة إليهم بهدية} أُصانِعهم على مُلكي؛ إن كانوا أهل دنيا، {فناظرة بم يرجع المرسلون} مِن عِندِه بالجواب. فأرسلت بالهدية مع الوفد، عليهم المنذر بن عمرو، الهدية مائة وصيف ومائة وصيفة، وجعلت للجارية قُصَّة (٥) أمامها، وقُصَّة مؤخرها، وجعلت للغلام قُصَّة أمامه، وذؤابة (٦) وسط رأسه، وألبستهم لباسًا واحدًا، وبعثت بحُقَّةٍ (٧)
[٤٨٦٧] ذكر ابنُ كثير (١٠/ ٤٠٥ - ٤٠٦) ما جاء في هذا القول، وقول مَن قال: جعلت الجارية تغسل باطن زندها قبل ظاهره، والغلام العكس. وقول مَن قال: جعلت الجارية تفرغ على يدها، والغلام يغترف من الماء. وقول من قال: إنها أرسلت الغلمان في زي الجواري، والجواري في زي الغلمان. ثم علّق بقوله: «ولا منافاة بين ذلك كله».