للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أذَّن المؤذن، فقال: أشهد أن لا إله إلا الله، أشهد أنّ محمدًا رسول الله. فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «وجبت بهذا الجنة». ونظر بعضنا إلى بعض، قال: «لَمَن لقي الله يشهد أن لا إله إلا هو وحده، وأنّ محمدًا رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؛ دخل الجنة». وهي عرض رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على أبي طالب أن يقول: «لا إله إلا الله وحده، وأن محمدًا رسول الله، أشفع لك بها». فأبى الله ذاك، وغلبت عليه شقوته، وقال [أبو طالب] (١): ملة الشيخ، يا ابن أخي. فقال الله: {إنك لا تهدي من أحببت} [القصص: ٥٦] ... (٢). (ز)

٥٨٩٨٨ - عن مجاهد بن جبر -من طريق ابن جريج- في قوله: {إنك لا تهدي من أحببت}، قال: قال محمد - صلى الله عليه وسلم - لأبي طالب: «اشهد بكلمة الإخلاص، أُجادِل عنك بها يوم القيامة». قال: أي ابن أخي، ملةَ الأشياخ. فأنزل الله: {إنك لا تهدي من أحببت}. قال: نزلت هذه الآية في أبي طالب (٣). (ز)

٥٨٩٨٩ - عن عامر [الشعبي]-من طريق عطاء-: لَمّا حضر أبا طالب الموتُ قال له النبيُّ - صلى الله عليه وسلم -: «يا عماه، قل: لا إله إلا الله. أشهد لك بها يوم القيامة». فقال له: يا ابن أخي، إنه لولا أن يكون عليك عارٌ لم أُبال أن أفعل. فقال له ذلك مِرارًا، فلمّا مات اشتدَّ ذلك على النبي - صلى الله عليه وسلم -، وقالوا: ما تنفع قرابة أبي طالب منك. فقال: «بلى، والذي نفسي بيده، إنّه الساعةَ لَفي ضَحْضاح مِن النار، عليه نعلان مِن نار، تغلي منهما أم رأسه، وما مِن أهل النار مِن إنسان هو أهونُ عذابًا منه». وهو الذي أنزل الله فيه: {إنك لا تهدي من أحببت، ولكن الله يهدي من يشاء وهو أعلم بالمهتدين} (٤). (ز)

٥٨٩٩٠ - عن قتادة بن دعامة -من طريق سعيد- {إنك لا تهدي من أحببت}، قال: ذُكِر لنا: أنها نزلت في أبي طالب عمِّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. قال: ألاصه (٥) عند موته أن


(١) في مطبوعة المصدر: أبو لهب.
(٢) أخرجه الروياني في مسنده مطولًا ١/ ١٨٦ - ١٨٧ (٢٤٦)، من طريق محمد بن عزيز، حدثنا سلامة، عن عقيل بن خالد الأيلي، عن ابن شهاب، عن عقبة بن عامر به.
إسناده ضعيف جدًّا؛ فيه محمد بن عزيز، قال عنه ابن حجر في التقريب (٦١٣٩): «فيه ضعف، وقد تكلموا في صحة سماعه من عمّه سلامة». وعمّه سلامة هو ابن روح، قال عنه ابن حجر في التقريب (٢٧١٣): «صدوق له أوهام. وقيل: لم يسمع من عمِّه [يعني: عقيل بن خالد]، وإنما يحدث من كتبه».
(٣) أخرجه ابن جرير ١٨/ ٢٨٥.
(٤) أخرجه ابن جرير ١٨/ ٢٨٦.
(٥) ألاصه على الشيء: أداره عليه وأراده منه. النهاية ٤/ ٢٧٦، والقاموس المحيط (لوص).

<<  <  ج: ص:  >  >>