للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وقصته معروفة، وإن اختلفوا في تفاصيلها، وفي تحديد زمنه، فإن هذا الاختلاف لا يؤثر في كونها من قصص بني إسرائيل.

٢ - اختلف المفسرون من السلف في تعيين الشجرة التي أكل منها آدم وزوجه حواء (١)، في قوله تعالى: {وَلَا تَقْرَبَا هَذِهِ الشَّجَرَةَ} [البقرة: ٣٥].

فقيل: هي السنبلة، وورد ذلك عن ابن عباس من طريق عكرمة ومجاهد وسعيد بن جبير، وعن أبي مالك غزاون الغفاري، وعطية، وقتادة، وعن أبي الجلد إجابة على سؤال ابن عباس له، وعن وهب بن منبه اليماني، ومحارب بن دثار، والحسن البصري.

وقيل: الكرمة (العنب)، وقد ورد من رواية السدي عن ابن عباس، ومن طريق السدي عن أشياخه عن ابن عباس أو ابن مسعود، وعن السدي -أيضًا-، وعن جعدة بن هبيرة، وعن سعيد بن جبير، وعن محمد بن قيس.

وقيل: التينة، نسبه ابن جريج إلى بعض أصحاب النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- من دون تعيين.

ومن هنا نجد أن الكتب التي عُنيت بنقل المأثور عن الصحابة والتابعين وأتباعهم لا تكاد تخلو من ذكر الإسرائيليات التي فسَّر بها هؤلاء الأسلاف كتاب اللَّه تعالى، فقد دخلت الإسرائيليات في تفسير القرآن منذ عهد الصحابة، ثم كثرت الرواية عند من بعدهم، ولم يروا في ذلك غضاضة، مع العلم بما في بعضها من اختلاف أو من قضايا مشكلة في منطوق الروايات.

قال القاسمي (ت: ١٣٣٢ هـ): "وأما ما كان إسرائيليًّا، وهو الذي أخذ جانبًا وافرًا من التنزيل العزيز، فقد تلقى السلف شرح قصصه، إما مما استفاض على الألسنة ودار من نبئهم، وإما من المشافهة عن الإسرائيليين الذين آمنوا. . . ومع ذلك فلا مغمز على مفسرينا الأقدمين في ذلك، طابق أسفارهم أم لا" (٢).

وقال: ". . . والقصد أن الصالحين كانوا يتقبلون الروايات على عِلَّاتِها للملاحظة المارة، لصفاء سريرتهم. فلا ينبغي إِلا تفنيد الموضوع منها، لا الحط من مقامهم وقرض أعراضهم. كيف وقد تلقى الصحابة ومن بعدهم الإسرائيليات وحكوها، بل


(١) تفسير الطبري، ط. دار هجر ١/ ٥٥١ - ٥٥٦.
(٢) محاسن التأويل ١/ ٤١.

<<  <  ج: ص:  >  >>