للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

(ت: ٣٢ هـ)، قال: "رجل من بني إسرائيل، يقال له: بَلْعَمُ بْنُ أَبُرَ" (١).

وكذا ورد عن ابن عباس (ت: ٦٨ هـ)، وزاد أنه أوتي كتابًا، فأخلد إلى شهوات الأرض ولذتها وأموالها، لم ينتفع بما جاء به الكتاب (٢).

ولم يرد عنهم تفاصيل قصة هذا الرجل، وهي مذكورة في كتب التفسير وغيرها، على اختلاف فيها كما هي العادة في مثل هذه الأخبار التي انقطع فيها السند، وعفى عليها الزمن من قصص الغابرين.

٢ - ما ورد من تفسير قوله تعالى: {وَلَمَّا وَرَدَ مَاءَ مَدْيَنَ وَجَدَ عَلَيْهِ أُمَّةً مِنَ النَّاسِ يَسْقُونَ وَوَجَدَ مِنْ دُونِهِمُ امْرَأَتَيْنِ تَذُودَانِ قَالَ مَا خَطْبُكُمَا قَالَتَا لَا نَسْقِي حَتَّى يُصْدِرَ الرِّعَاءُ وَأَبُونَا شَيْخٌ كَبِيرٌ} [القصص: ٢٣].

فقد ورد عن الصحابة في تفسير هذه الآية تفاصيل، منها:

ما روي عن أمير المؤمنين عمر بن الخطاب (ت: ٢٣ هـ)، قال: "إن موسى عليه السلام لما ورد ماء مدين وجد عليه أمة من الناس يسقون، قال: فلما فرغوا أعادوا الصخرة على البئر، ولا يطيق رفعها إلا عشرة رجال، فإذا هو بامرأتين تذودان، قال: ما خطبكما؟ فحدثتاه، فأتى الحجر فرفعه (٣)، ثم لم يستق إلا ذنوبًا واحدًا، حتى رويت الغنم" (٤).


(١) تنظر الرواية عنه في: تفسير الطبري، تحقيق: شاكر ١٣/ ٢٥٣ - ٢٥٤.
(٢) ينظر في الرواية عن ابن عباس: تفسير الطبري، تحقيق: شاكر ١٣/ ١٥٤، ٢٥٥، ٢٦٩.
(٣) لطيفة: قال ابن أبي حاتم في تفسيره ٩/ ٢٩٦٧: "رأيت الصخرة، وشبرت، فكان بأصبعي شبران ومائة".
(٤) أخرجه ابن أبي حاتم في كتاب التفسير ٩/ ٢٩٦٤، وقال عنه ابن كثير ٦/ ٢٢٧: "إسناد صحيح".
وقد رواه غيره، ذكرهم السيوطي في الدر المنثور ٦/ ٤٠٥، وزاد فيها عن هذا الذي ذكره ابن أبي حاتم، قال: "وأخرج الفريابي وابن أبي شيبة في المصنف وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم والحاكم وصححه عن عمر بن الخطاب -رضي اللَّه عنه- قال: إن موسى عليه السلام لما ورد ماء مدين؛ وجد عليه أمة من الناس يسقون، فلما فرغوا أعادوا الصخرة على البئر، ولا يطيق رفعها إلا عشرة رجال، فإذا هو بامرأتين، قال: ما خطبكما؟ فحدثتاه، فأتى الصخرة، فرفعها وحده، ثم استقى، فلم يستق إلا دلوًا واحدًا حتى رويت الغنم، فرجعت المرأتان إلى أبيهما، فحدثتاه، وتولى موسى عليه السلام إلى الظل، فقال: رب إني لما أنزلت إلي من خير فقير، قال: فجاءته إحداهما تمشي على استحياء؛ واضعة ثوبها على وجهها، ليست بسَلْفَعٍ مِنَ الناس؛ خَرَّاجَةً وَلَّاجَةً، قالت: إن أبي يدعوك ليجزيك أجر ما سقيت لنا، فقام معها موسى عليه السلام، فقال: لها امشي خلفي، وانعتي لي الطريق، فإني أكره أن تصيب الريح ثيابك؛ فتصف جسدك، فلما انتهى إلى أبيها، قص عليه، فقالت إحداهما: يا أبت استأجره؛ إن خير من استأجرت القوي الأمين، قال: يا بنية ما علمك بأمانته وقوته؟ قالت: أما قوته فرفعه الحجر، ولا يطيقه إلا عشرة رجال، وأما أمانته فقال: امشي =

<<  <  ج: ص:  >  >>