للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

تمره!». قال: أحببتُ -يا رسول الله- أن تأكلوا مِن تمره ورُطبه وبُسره. ثم ذبح جَديًا، فشوى نصفه، وطبخ نصفه، فلما وضع بين يدي النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - أخذ مِن الجَدْي، فجعله في رغيف، وقال: «يا أبا أيوب، أبْلِغ بهذا فاطمة؛ فإنها لم تُصب مثل هذا منذ أيام». فذهب به أبو أيوب إلى فاطمة، فلما أكلوا وشبعوا قال النبيُّ - صلى الله عليه وسلم -: «خبز ولحم وتمر وبُسر ورُطب! -ودمعت عيناه- والذي نفسي بيده، إن هذا لهو النعيم الذي تُسألون عنه، قال الله: {ثُمَّ لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ}، فهذا النعيم الذي تُسألون عنه يوم القيامة». فكبُر ذلك على أصحابه، فقال: «بلى، إذا أصبتم مثل هذا فضربتم بأيديكم فقولوا: باسم الله، فإذا شبعتم فقولوا: الحمد لله الذي هو أشبعنا وأنعم علينا وأفضل. فإنّ هذا كَفاف بها» (١). (١٥/ ٦٢٩)

٨٤٧٢٤ - عن ابن عمر: أنّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - خرج في ساعة لم يكن يخرج فيها، ثم خرج أبو بكر، فقال له رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «ما أخرجك، يا أبا بكر؟». قال: أخرجني الجوع. قال: «وأنا أخرجني الذي أخرجك». ثم جاء عمر، فقال له رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «ما أخرجك، يا عمر؟». قال: أخرجني -والذي بعثك بالحق نبيًّا- الجوع. ثم جاء أناس من أصحابه، فقال: «انطلِقوا بنا إلى أبي الهيثم بن التَّيِّهان الأنصاري». فانطلَقوا حتى أتوا منزل أبي الهيثم، فقالت لهم امرأته: إنه انطلق يَسْتَعْذِب لنا، فدوروا إلى الحائط. ففتحتْ لهم باب البستان، فدخلوا، فجلسوا، فجاء أبو الهيثم، فقالت له امرأته: أتدري مَن عندك؟ قال: لا. قالت له: عندك رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه. فدخل عليهم، فعلّق قِرْبته على نخلة، ثم أخذ مِخْرَفًا، فأتى عِذْقًا له، فاخترف لهم رطبًا، فأتاهم به، فصبّه بين أيديهم، فأكلوا منه، وبرَّد لهم ذلك الماء، فشربوا منه، فقال لهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «هذا مِن النعيم الذي تُسألون عنه» (٢). (١٥/ ٦٣١)

٨٤٧٢٥ - عن جابر بن عبد الله، قال: جاءنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأبو بكر وعمر، فأطعمناهم رُطبًا، وسقيناهم ماء، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «هذا النعيم الذي تسألون


(١) أخرجه ابن حبان ١٢/ ١٦ - ١٨ (٥٢١٦).
قال ابن حبان في بداية إسناده: «خبر غريب». وقال الهيثمي في المجمع ١٠/ ٣١٧ - ٣١٨ (١٨٢٦١): «رواه الطبراني في الصغير والأوسط، وفيه عبد الله بن كيسان المروزي، وقد وثّقه ابن حبان، وضعّفه غيره، وبقية رجاله رجال الصحيح».
(٢) أخرجه الطبراني في الكبير ١٩/ ٢٥٤ - ٢٥٥ (٥٦٩) مطولًا بنحوه.
وقال الهيثمي في المجمع ١٠/ ٣٢٠ - ٣٢١ (١٨٢٦٥): «وفيه بكار بن محمد السيريني، وقد ضعّفه الجمهور، ووثّقه ابن معين، وبقيّة رجاله ثقات».

<<  <  ج: ص:  >  >>