للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

الحضرميِّ فقتله، واسْتَأْسَر عثمانَ بن عبد الله، والحكمَ بن كيسان، وهرب المغيرةُ فأَعْجَزَهم، واسْتاقُوا العِيرَ، فقَدِموا بها على رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال لهم: «واللهِ، ما أمرتُكم بقتالٍ في الشهر الحرام!». فأوقف رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الأسيرين والعِير، فلم يأخُذْ منها شيئًا، فلمّا قال لهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ما قال سُقِط في أيديهم، وظنُّوا أن قد هَلَكوا، وعنَّفهم إخوانُهم من المسلمين، وقالت قريش حين بلغهم أمر هؤلاء: قد سفك محمدٌ الدمَ الحرامَ، وأخذ المال، وأسر الرجال، واستحل الشهر الحرام. فأنزل الله: {يسألونك عن الشهر الحرام قتال فيه} الآية. فلمّا نزل ذلك أخذ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - العيرَ، وفَدى الأسيرين، فقال المسلمون: يا رسول الله، أتَطْمَعُ أن يكون لنا غزوة؟ فأنزل الله: {إن الذين آمنوا والذين هاجروا وجاهدوا في سبيل الله أولئك يرجون رحمة الله}. وكانوا ثمانية، وأميرُهم التاسع عبدُ الله بن جحش (١). (٢/ ٥٤٠)

٧٥٥٨ - عن مِقْسَم -من طريق مَعْمَر، عن الزُّهْرِيِّ- قال: لَقِي واقدُ بنُ عبد الله عمروَ بنَ الحضرميِّ أوَّل ليلةٍ من رجب، وهو يرى أنه من جُمادى، فقتله، فَعَيَّر المشركون المسلمين، فقالوا: أتقتلون في الشهر الحرام؟! فأنزل الله: {يسألونك عن الشهر الحرام قتال فيه} الآية (٢). (٢/ ٥٤٠)

٧٥٥٩ - عن مجاهد بن جَبْر -من طريق ابن أبي نَجِيح- قال: إن رجلًا من بني تميم أرسله النبي - صلى الله عليه وسلم - في سَرِيَّة، فمَرَّ بابن الحضرمي يحمل خمرًا من الطائف إلى مكة، فرماه بسهم، فقتله، وكان بين قريش ومحمد عَقْدٌ، فقتله في آخر يوم من جمادى الآخرة وأول يوم من رجب، فقالت قريش: في الشهر الحرام ولنا عهد! فأنزل الله: {قل قتال فيه كبير} الآية (٣). (٢/ ٥٣٨)


(١) أخرجه ابن إسحاق -كما في سيرة ابن هشام ١/ ٦٠١ - ٦٠٥ - ، والبيهقي في الكبرى ٩/ ٩٩ - ١٠٠ (١٧٩٨٩)، وابن جرير ٣/ ٦٥٠ - ٦٥٣، وابن أبي حاتم ٢/ ٣٨٨ (٢٠٤٢).
قال ابن حجر في تغليق التعليق ٢/ ٧٦: «رواه عبد الملك بن هشام في تهذيب السيرة، عن زياد بن عبد الله، عن ابن إسحاق نحوه، وهو مرسل جَيِّدٌ قوي الإسناد، وقد صرح فيه ابن إسحاق بالسماع».
(٢) أخرجه عبد الرزاق ١/ ٨٧ - ٨٨، وابن جرير ٣/ ٦٥٧، وابن أبي حاتم ٢/ ٣٨٤ (٢٠٢٣). وعزاه السيوطي إلى أبي داود في ناسخه، وذكره عن مقسم والزهري من قولهما معًا، وفي المصادر السابقة عن مقسم من طريق الزهري.
(٣) تفسير مجاهد ص ٢٣١، وأخرجه ابن جرير ٣/ ٦٥٦ - ٦٥٧. وذكره يحيى بن سلام -كما في تفسير ابن أبي زمنين ١/ ٢١٧ - . وعزاه السيوطي إلى الفريابي، وعبد بن حميد، وابن المنذر.

<<  <  ج: ص:  >  >>