للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

تَوَفّى عيسى سبع ساعات، ثم أحياه، وأنّ مريم حملت به ولها ثلاث عشرة سنة، وأنّه رُفع ابن ثلاث وثلاثين، وأنّ أُمَّه بقيت بعد رفعه ست سنين (١). (٣/ ٥٩٨)

١٣١٠٩ - عن قتادة بن دعامة -من طريق سعيد بن بشير- {إني متوفيك ورافعك إلي}، قال: هذا مِن المقدم والمُؤَخَّر، أي: رافعك إلَيَّ ومتوفيك (٢). (٣/ ٥٩٦)

١٣١١٠ - قال مَطَر الوَرّاق: معناه: إنِّي قابِضك (٣). (ز)

١٣١١١ - عن مطر الوَرّاق -من طريق ابن شَوْذَبٍ- في الآية، قال: مُتَوَفِّيك مِن الدنيا، وليس بوفاة موت (٤). (٣/ ٥٩٦)

١٣١١٢ - قال إسماعيل السدي: معنى {متوفيك}: قابضك مِن بين بني إسرائيل، {ورافعك إلي} في السماء (٥). (ز)

١٣١١٣ - عن الربيع بن أنس -من طريق أبي جعفر- في قوله: {إني متوفيك}، قال: يعني: وفاة المنام، رفعه الله في منامه (٦). (ز)

١٣١١٤ - عن محمد بن جعفر بن الزبير -من طريق ابن إسحاق- في قوله: {يا عيسى إني متوفيك}: أي: قابِضك (٧) [١٢١٧]. (ز)


[١٢١٧] رجّح ابنُ جرير (٥/ ٤٥١) قول محمد بن جعفر مستندًا إلى السنة، والدلالة العقلية، فقال: «وأَوْلى هذه الأقوال بالصِّحَّة عندنا: قولُ مَن قال: معنى ذلك: إنِّي قابضك من الأرض ورافعك إلَيَّ؛ لتواتر الأخبار عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: «ينزل عيسى ابن مريم فيقتل الدجال»، ثم يمكث في الأرض مدة ذكرها، اختلف الرواة في مبلغها، ثم يموت، فيصلي عليه المسلمون ويدفنونه». وساق ابنُ جرير بعض الأخبار النبوية الدالة على ذلك، ثم قال (٥/ ٤٥٢) مُدَلِّلًا أيضًا على صِحَّة ما ذهب إليه: «ومعلوم أنه لو كان قد أماته الله - عز وجل - لم يكن بالذي يميته ميتة أخرى، فيجمع عليه ميتتين؛ لأن الله - عز وجل - إنما أخبر عباده أنه يخلقهم ثم يميتهم، ثم يحييهم، كما قال -جل ثناؤه-: {الله الذي خلقكم ثم رزقكم ثم يميتكم ثم يحييكم هل من شركائكم من يفعل من ذلكم من شيء} [الروم: ٤٠]».
وذهبَ ابنُ عطية (٢/ ٢٣٧ - ٢٣٨) إلى مثل ذلك، وأضافَ مستند الإجماعِ، وقال: «وأجمعت الأمة على ما تضمنه الحديث المتواتر من أنّ عيسى - عليه السلام - في السماء حيٌّ، وأنه ينزل في آخر الزمان فيقتل الخنزير، ويكسر الصليب، ويقتل الدجال، ويفيض العدل، ويظهر هذه الملة ملة محمد، ويحج البيت، ويعتمر، ويبقى في الأرض أربعًا وعشرين سنة، وقيل: أربعين سنة، ثم يميته الله تعالى».
وزاد ابنُ عطية إضافة إلى ما ورد في أقوال السلف في معنى {إني متوفيك} قولًا آخر: أنّ ذلك معناه: متقبل عملك. وانتقده مستندًا إلى اللفظ بقوله: «وهذا ضعيف مِن جهة اللفظ».

<<  <  ج: ص:  >  >>