للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

مَن أنجاها مِن غرق، أو حرق، أو هدم، أو هلكة (١). (٥/ ٢٧٩)

٢٢٢٤٨ - عن مجاهد بن جبر -من طريق خصيف- {فكأنما قتل الناس جميعا} قال: أوْبَق نفسه حتى كأنما قتل الناس جميعًا، {ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعا} لم يقتلها، وقد سَلِم منه الناس جميعًا لم يقتل أحدًا (٢) [٢٠٥٣]. (ز)

٢٢٢٤٩ - عن مجاهد بن جبر -من طريق منصور- قال: في الإثم (٣). (ز)

٢٢٢٥٠ - عن مجاهد بن جبر -من طريق العلاء بن عبد الكريم- {ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعا}، قال: مَن كفَّ عن قتلها فقد أحياها (٤). (ز)

٢٢٢٥١ - عن مجاهد بن جبر -من طريق ليث- {مَن قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أوْ فَسادٍ فِي الأَرْضِ فَكَأَنَّما قَتَلَ النّاسَ جَمِيعًا}، وقوله: {ومَن يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا فَجَزاؤُهُ جَهَنَّمُ} [النساء: ٩٣]، قال: يصير إلى جهنم بقتل المؤمن، كما أنّه لو قتل الناس جميعًا لصار إلى جهنم (٥). (ز)


[٢٠٥٣] معنى الآية على هذا القول: أنّ قاتل النفس المحرَّم قتلها يصلى النار كما لو قتل الناس جميعًا، {ومن أحياها} مَن سلِم من قتلها فقد سلِم من قتل الناس جميعًا.
ورجَّح ابنُ جرير (٨/ ٣٥٨) هذا القول الذي قاله ابن عباس من طريق مجاهد وعلي، ومجاهد من طريق شريك عن خصيف وليث وعبدة بن أبي لبابة والعلاء بن عبد الكريم مستندًا إلى الدلالات العقلية، والنظائر، فقال: «لأنه لا نفس يقوم قتلها في عاجل الضر مقام قتل جميع النفوس، ولا إحياؤها مقام إحياء جميع النفوس في عاجل النفع، فكان معلومًا بذلك أنّ معنى الإحياء: سلامة جميع النفوس منه؛ لأنّه مَن لم يتقدم على نفس واحدة فقد سلم منه جميع النفوس، وأن الواحدة منها التي يقوم قتلها مقام جميعها إنما هو في الوِزر؛ لأنه لا نفس من نفوس بني آدم يقوم فقدها مقام فقد جميعها، وإن كان فقد بعضها أعم ضررًا من فقد بعض». وقال: «وذلك نظير خبر الله -عزَّ ذكره- عمَّن حاجَّ إبراهيم في ربه، إذ قال له إبراهيم: {ربي الذي يحيي ويميت قال أنا أحيي وأميت} [البقرة: ٢٥٨]. فكان معنى الكافر في قيله: {أنا أحيي وأميت}: أنا أترك من قدرت على قتله. وفي قوله: وأميت: قتله من قتله. فكذلك معنى الإحياء في قوله: {ومن أحياها}: مَن سَلِم الناس من قتله إياهم، إلا فيما أذن الله جل وعز في قتله منهم {فكأنما أحيا الناس جميعا}».
وكذا رجَّحه ابنُ كثير (٥/ ١٨١)، ولم يذكر مستندًا.
وساق ابنُ عطية (٣/ ١٥٢) الأقوال الواردة في تفسير الآية، ثم علَّق بقوله: «والذي أقول: إنّ الشبه بين قاتل النفس وقاتل الكل لا يَطَّرد من جميع الجهات، لكن الشبه قد تحصَّل من ثلاث جهات: إحداها: القَوَد فإنه واحد. والثانية: الوعيد، فقد توعد الله قاتل النفس بالخلود في النار، وتلك غاية العذاب، فإن فرضناه يخرج من النار بعدُ بسبب التوحيد فكذلك قاتل الجميع إن لو اتفق ذلك. والثالثة: انتهاك الحرمة، فإنّ نفسًا واحدة في ذلك وجميع الأنفس سواء، والمنتهك في واحدة ملحوظ بعين منتهك الجميع، ومثال ذلك رجلان حلفا على شجرتين ألا يطعما من ثمرهما شيئًا، فطعم أحدهما واحدة من ثمر شجرته، وطعم الآخر ثمر شجرته كله، فقد استويا في الحنث». ثم نقل عن قوم أنهم قالوا: لما كان المؤمنون كلهم يطلبون القاتل كان كمن قتل الناس جميعًا. وانتقده بقوله: «وهذا قول مُتَداعٍ، ولم يتخلص التشبيه إلى طرف في شيء من هذه الأقوال [أي: الأقوال الواردة في تفسير الآية]».

<<  <  ج: ص:  >  >>