للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

٢٢٢٧٤ - عن عبد الله بن عباس: أنّ قوما من عُرَينةَ جاؤوا إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فأسلموا، وكان منهم مُوارَبَةٌ (١)، قد شَلَّت أعضاؤُهم، واصفرَّت وجوههم، وعظُمت بطونُهم، فأمر بهم النبي - صلى الله عليه وسلم - إلى إبل الصدقة يشربون من أبوالها وألبانها، فشرِبوا حتى صحُّوا وسمِنوا، فعمَدوا إلى راعي النبي - صلى الله عليه وسلم - فقتَلوه، واستاقوا الإبل، وارتَدُّوا عن الإسلام، وجاء جبريل، فقال: يا محمد، ابعث في آثارهم. فبعث، ثم قال: ادعُ بهذا الدعاء: اللهمَّ، إنّ السماءَ سماؤُك، والأرضَ أرضُك، والمشرقَ مشرقُك، والمغربَ مغربُك، اللهمَّ، ضيِّقْ عليهم الأرضَ برُحبِها حتى تَجعلها عليهم أضيقَ مِن مَسْكِ حَمَلٍ حتى تُقْدِرَني عليهم. فجاءوا بهم؛ فأنزل الله تعالى: {إنما جزاء الذين يحاربون الله ورسوله} الآية. فأمره جبريل أنّ مَن أخذ المال وقتَل يُصلَب، ومَن قتَل ولم يأخذ المال يُقْتل، ومَن أخذ المال ولم يَقتُل تُقطَّعُ يده ورجله من خِلاف. وقال ابن عباس: هذا الدعاءُ لكلِّ آبِقٍ، ولكلِّ مَن ضلَّت له ضالَّةٌ من إنسانٍ وغيره، يدعو بهذا الدعاء، ويُكتبُ في شيء، ويُدفَنُ في مكانٍ نظيفٍ إلا قدَره اللهُ عليه (٢). (٥/ ٢٨٦)

٢٢٢٧٥ - عن عبد الله بن عباس -من طريق عكرمة- في قوله: {إنما جزاء الذين يحاربون الله ورسوله}، قال: نزلت في المشركين، فمن تاب منهم قبلَ أن يُقدَرَ عليه لم يكن عليه سبيل، وليست تَحرُزُ هذه الآيةُ الرجلَ المسلمَ مِن الحدِّ إن قتَل أو أفسَد في الأرض أو حاربَ الله ورسوله ثم لحِقَ بالكفار قبل أن يَقْدِروا عليه، لم يمنَعْه ذلك أن يُقام فيه الحدُّ الذي أصابه (٣). (٥/ ٢٧٩)

٢٢٢٧٦ - عن عبد الله بن عباس -من طريق علي- في هذه الآية، قال: كان قوم من أهل الكتاب بينهم وبين رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عهدٌ وميثاق، فنقضوا العهد، وأفسدوا في الأرض، فخيَّر الله نبيه فيهم؛ إن شاء أن يُقتِّل، وإن شاء صلَّب، وإن شاء أن يُقطِّع


(١) المُواربةُ: المُداهاة والمُخاتَلة. لسان العرب (ورب).
(٢) أخرجه الخرائطي في مكارم الأخلاق ص ٣٤٨ (١٠٧٩)، من طريق عباد بن الوليد، عن محمد بن الصلت، عن عبد العزيز بن مسلم، عن الضحاك، عن ابن عباس به.
وسنده حسن.
(٣) أخرجه أبو داود ٦/ ٤٢٥ (٤٣٧٢)، والنسائي ٧/ ١٠١ (٤٠٤٦) واللفظ له.
قال ابن حجر في التلخيص الحبير ٤/ ١٩٧: «إسناد حسن». وقال الألباني في الإرواء ٨/ ٩٣: «إسناد جيد».

<<  <  ج: ص:  >  >>