للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

٢٥٠٨٥ - عن عبد الله بن خباب بن الأَرتّ عن أبيه في قوله: {أو يلبسكم شيعا}، أنه راقب النبي - صلى الله عليه وسلم - وهو يُصلِّي، حتى إذا كان في الصبح قال له: يا نبي الله، لقد رأيتُك تُصلِّي هذه الليلة صلاةً ما رأيتُك تُصلِّي مثلَها! قال: «أجل، إنّها صلاة رغبة ورهبة، سألتُ ربي فيها ثلاثَ خصال، فأعطاني اثنتين، ومنعني واحدة؛ سألتُه ألّا يُهلِكَنا بما أهلك به الأممَ قبلكم، فأعطاني، وسألتُه ألّا يُسلِّط علينا عدوًّا من غيرنا، فأعطاني، وسألتُه ألّا يَلبِسَنا شِيَعًا، فمنعني» (١). (٦/ ٨٠)

٢٥٠٨٦ - عن قتادة بن دعامة -من طريق سعيد- {قل هو القادر على أن يبعث عليكم عذابا} الآية، ذُكِرَ لنا: أنّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - صلّى ذات يوم الصبحَ، فأطالها، فقال له بعض أهله: يا نبي الله، لقد صليت صلاة ما كنت تصليها، قال: «إنها صلاة رغبة ورهبة، وإني سألتُ ربي فيها ثلاثًا: سألته أن لا يُسَلِّط على أمتي عدوًّا من غيرهم فيهلكهم، فأعطانيها، وسألته أن لا يُسَلِّط على أمتي السَّنة، فأعطانيها، وسألته أن لا يلبسهم شيعًا ولا يذيق بعضُهم بأس بعض، فمنعنيها». ذُكِر لنا: أنّ نبي الله - صلى الله عليه وسلم - كان يقول: «لا تزال طائفة من أمتي يقاتلون على الحق ظاهرين، لا يضرهم مَن خذلهم، حتى يأتي أمر الله» (٢). (ز)

٢٥٠٨٧ - عن الحسن -من طريق أبي بكر- قال: لَمّا نزلت هذه الآية: {قل هو القادر على أن يبعث عليكم عذابا} قام رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فتَوَضَّأ، فسأل ربَّه ألّا يرسلَ عليهم عذابًا مِن فوقهم، أو من تحت أرجلهم، ولا يَلبِسَ أمته شِيَعًا ويُذِيقَ بعضهم بأس بعض كما أذاق بني إسرائيل، فهبط إليه جبريل، فقال: يا محمد، إنّك سألتَ ربَّك أربعًا، فأعطاك اثنتين، ومنَعك اثنتين؛ لن يأتيهم عذابٌ مِن فوقهم، ولا مِن تحت أرجلهم يَستأصِلُهم، فإنّهما عذابان لكل أمة استَجْمعت على تكذيب نبيها وردِّ كتاب ربِّها، ولكنهم يَلبِسُهم شِيعًا ويُذِيقُ بعضهم بأس بعض، وهذان عذابان لأهل الإقرار بالكتب والتصديق بالأنبياء، ولكن يُعذَّبون بذنوبهم. وأوحى إليه: {فإما نذهبن بك فإنا منهم منتقمون} يقول: مِن أمتك، {أو نرينك الذي وعدناهم} من العذاب وأنت حيٌّ {فإنا عليهم مقتدرون} [الزخرف: ٤١ - ٤٢]. فقام نبي الله - صلى الله عليه وسلم -، فراجع ربَّه، فقال: «أيُّ


(١) أخرجه عبد الرزاق في تفسيره ٢/ ٥٢ (٨١٣). وأخرجه أحمد ٣٤/ ٥٣٢ - ٥٣٣ (٢١٠٥٣)، والترمذي ٤/ ٢٤٧ (٢٣١٦)، والنسائي ٣/ ٢١٦ (١٦٣٨)، وابن حبان ١٦/ ٢١٨ (٧٢٣٦) دون ذكر الآية.
قال الترمذي: «هذا حديث حسن صحيح». وقال النووي في خلاصة الأحكام ١/ ٥٩٥: «بإسناد صحيح».
(٢) أخرجه ابن جرير ٩/ ٣٠٢ مرسلًا.

<<  <  ج: ص:  >  >>