للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

٢٨١ - قال أبو رَوْق عطية بن الحارث الهمداني: إنها تسكيت للكفار، وذلك أنّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان يجهر بالقراءة في الصلوات كلها، وكان المشركون يقولون: {لا تسمعوا لهذا القرآن والغوا فيه لعلكم تغلبون} [فصلت: ٢٦]، فربما صَفَّقوا، وربما صَفَّرُوا، وربما لَغطوا لِيُغَلِّطُوا النبيَّ - صلى الله عليه وسلم -، فلما رأى رسول الله ذلك أسَرَّ في الظُّهْر والعصر، وجهر في سائرها، وكانوا أيضًا يأتونه ويُؤْذُونه، فأنزل الله تعالى هذه الحروف المقطعة، فلمّا سمعوها بَقَوْا مُتَحَيِّرِين مُتَفَكِّرِين؛ فاشتغلوا بذلك عن إيذائه وتغليطِه، فكان ذلك سببًا لاستماعهم، وطريقًا إلى انتفاعهم (١). (ز)

٢٨٢ - عن جعفر الصادق-من طريق علي بن موسى الرِّضا-: وقد سُئِل عن قوله: {الم}. فقال: في الألف ست صفات من صفات الله: الابتداء؛ لأن الله تعالى ابتدأ جميع الخلق، والألف ابتداء الحروف. والاستواء؛ فهو عادل غير جائر، والألف مُسْتَوٍ بذاته. والانفراد؛ والله فَرْد، والألف فَرْد. واتصال الخلق بالله؛ والله لا وصلة له بالخلق، وكلهم يحتاجون إليه، والله غنيٌّ عنهم، وكذلك الألف لا يتصل بحرف، والحروف متصلة به، وهو منقطع عن غيره، والله بائن بجميع صفاته من خلقه. ومعناه من الألفة؛ فكما أن الله سبب إلْفَةِ الخلق، فكذلك الألف، عليه تَأَلَّفت الحروف، وهو سبب إلْفَتُها (٢). (ز)

٢٨٣ - عن ابن جُرَيْج -من طريق حَجّاج- قال: {الم} اسم من أسماء القرآن (٣). (ز)

٢٨٤ - عن ابن جُرَيْج -من طريق محمد بن ثور- قال: إنّ اليهود كانوا يَجِدون محمدًا وأمته: أنّ محمدًا مبعوث. ولا يدرون ما مُدَّة أُمَّة محمد، فلمّا بعث الله


(١) تفسير الثعلبي ١/ ١٣٧.
(٢) أخرجه الثعلبي ١/ ١٤٠.
(٣) أخرجه ابن جرير ١/ ٢٠٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>