للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

الأشهرُ لِمَن كان بينه وبين رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عهدٌ دون الأربعة الأشهر، فأتمَّ له الأربعة. ومَن كان له عهدٌ أكثرَ مِن أربعة أشهر فهو الذي أُمِر أن يُتِمَّ له عهده، وقال: {أتموا إليهم عهدهم إلى مدتهم} (١). (ز)

٣١٥٩٠ - قال مقاتل بن سليمان: لَمّا نزلت براءةُ بَعَثَ النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - أبا بكر الصديق على حَجِّ الناس، وبعث معه ببراءة مِن أول السورة إلى تسع آيات. فنزل جبريل، فقال: يا محمد، إنّه لا يُؤَدِّي عنك إلا رجل منك. ثم أتبعه عليَّ بن أبي طالب، فأدركه بذي الحُلَيْفَة على ناقة رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فأخذها منه، ثم رجع أبو بكر إلى النبي - صلى الله عليه وسلم -، فقال له: بأبي أنت وأمي، هل أنزل الله فِيَّ مِن شيء؟ قال: «لا، ولكن لا يُبَلِّغ عني إلّا رجلٌ مِنِّي، أما ترضى -يا أبا بكر- أنّك صاحبي في الغار، وأنّك أخي في الإسلام، وأنّك تَرِدُ عَلَيَّ الحوض يوم القيامة؟». قال: بلى، يا رسول الله. فمضى أبو بكر على الناس، ومضى عليٌّ ببراءة من أول السورة إلى تسع آيات، فقام عليٌّ يومَ النحر بمنًى فقرأها على الناس. {بَراءَةٌ مِنَ اللَّهِ ورَسُولِهِ} من العهد غير أربعة أشهر، {إلى الَّذِينَ عاهَدْتُمْ مِنَ المُشْرِكِينَ} نزلت في ثلاثة أحياء من العرب، منهم: خزاعة، ومنهم هلال بن عويمر، وفي مدلج منهم سراقة بن مالك بن [جُشْعُم] الكناني، وفي بني خزيمة (٢) بن عامر، وهما حيّان من كنانة، كان النبي - صلى الله عليه وسلم - عاهدهم بالحديبية سنتين، صالح عليهم المخش بن خويلد بن عمارة بن المخش، فجعل الله - عز وجل - للذين كانوا في العهد أجلهم أربعة أشهر من يوم النحر إلى عشر من ربيع الآخر، {فَسِيحُوا فِي الأَرْضِ} يقول: سيروا في الأرض {أرْبَعَةَ أشْهُرٍ} آمِنين حيثُ شِئتُم، ... ثم جعل مَن لا عهد له أجلُه خمسين يومًا من يوم النحر إلى انسلاخ المُحَرَّم (٣). (ز)

٣١٥٩١ - عن محمد بن إسحاق -من طريق سلمة- قال: بعث رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - أبا بكر الصديق? أميرًا على الحاجِّ من سنة تسع ليقيم للناس حجَّهم، والناسُ مِن أهل الشرك على منازلهم مِن حجِّهم. فخرج أبو بكر ومَن معه من المسلمين، ونزلت سورة براءةَ في نَقْضِ ما بين رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وبين المشركين من العهد الذي كانوا عليه فيما بينه وبينهم: أن لا يُصَدَّ عن البيت أحدٌ جاءَه، وأن لا يُخاف أحدٌ في الشهر الحرام. وكان ذلك عهدًا عامًّا بينه وبين الناس مِن أهل الشرك، وكانت بين ذلك


(١) أخرجه عبد الرزاق ٢/ ٢٦٦، وابن جرير ١١/ ٣١١.
(٢) كذا في المطبوع، ولعلها تصحَّفَت من: بني جَذِيمةَ.
(٣) تفسير مقاتل بن سليمان ٢/ ١٥٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>