للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

قلت للكلبي: مَن حَدَّثك؟ قال: أخبَرني أبو صالح، عن ابن عباس، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - (١). (ز)

٣٩٢٧٩ - عن أبي الدرداء، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «إنّ الله تعالى ينزل في ثلاث ساعاتٍ يَبْقَينَ مِن الليل، فيفتحُ الذِّكْر في الساعة الأولى منها، ينظُرُ في الذِّكْر الذي لا ينظُرُ فيه أحدٌ غيره، فيمحو ما يشاءُ ويُثْبتُ، ثم ينزل في الساعة الثانية إلى جنَّةِ عدنٍ، وهي دارُه التي لم ترها عينٌ، ولم تخطر على قلب بشرٍ، لا يسكنها من بني آدم غيرُ ثلاثةٍ: النَّبِيِّين، والصدِّيقين، والشهداءِ، ثم يقولُ: طوبى لِمَن دخلَكِ. ثم ينزل في الساعة الثالثة إلى السماء الدنيا بروحه وملائكته، فتنتفضُ، فيقولُ: قُومِي بعِزَّتي. ثم يطَّلع إلى عباده، فيقول: هل مِن مستغفرٍ فأغفر له؟ هل مِن داعٍ فأجيبه؟ حتى يُصلّي الفجرُ». وذلك قوله: {إنّ قرآنَ الفجرِ كان مشهودًا} [الإسراء: ٧٨]. يقول: «يشهده اللهُ، وملائكةُ الليلِ، وملائكةُ النهارِ» (٢). (٨/ ٤٦٨)

٣٩٢٨٠ - عن السّائِب بن مهجان -مِن أهل الشام، وكان قد أدرك الصحابة- قال: لَمّا دخل عمرُ بن الخطاب الشامَ حمِد الله، وأثنى عليه، ووَعَظ، وذكَّر، وأمر بالمعروف، ونهى عن المنكر، ثم قال: إنّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قام فينا خطيبًا كقيامي فيكم، فأمر بتقوى الله، وصِلَة الرحم، وصلاحِ ذات البَيْن، وقال: «عليكم بالجماعة؛ فإنّ يدَ الله على الجماعة، فإنّ الشيطان مع الواحد، وهو من الاثنين أبعدُ، لا يَخْلُوَنَّ رجلٌ بامرأة؛ فإنّ الشيطانَ ثالثهما، ومَن ساءته سيِّئتُه وسرَّته حسنته فهو أمارةُ المسلم المؤمن، وأمارةُ المنافق الذي لا تسوءه سيِّئَتُه ولا تَسُرُّه حسنتُه؛ إن عمل خيرًا لم يرجُ مِن الله في ذلك ثوابًا، وإن عمِل شرًّا لم يَخَفْ مِن الله في ذلك الشرِّ عقوبةً، وأجمِلوا في طلب الدنيا؛ فإن الله قد تكفَّل بأرزاقكم، وكلٌّ سَيَتِمُّ له عملُه الذي كان عاملًا، استعينوا الله على أعمالكم؛ فإنّه يمحو ما يشاءُ ويثبتُ وعنده أمُّ الكتاب». صلى الله على نبينا محمدٍ وآله، و - عليه السلام - ورحمة الله، السلام عليكم. قال البيهقيُّ: هذه خُطبةُ عمرَ بن الخطاب على أهل الشام، أثَرَها عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - (٣). (٨/ ٤٧٢)


(١) أخرجه الحارث في مسنده (بغية الباحث) ٢/ ٤٢٥ - ٤٢٦ (٧١٧).
(٢) أخرجه الدارمي في الرد على الجهمية ١٠/ ٧٦ (١٢٨)، ومحمد بن نصر في قيام الليل ص ٩٤، وابن جرير ١٣/ ٥٧٠، ١٥/ ٣٤.
قال الهيثمي في المجمع ١٠/ ٤١٢ (١٨٧١٩): «وفيه زيادة بن محمد، وهو ضعيف».
(٣) أخرجه البيهقي في الشعب ١٣/ ٤٢٦ (١٠٥٧٤)، وابن عساكر في تاريخه ٢٠/ ١٠٢ - ١٠٣ (٢٣٨١)، من طريق عباس الدوري، ثنا هارون بن معروف، ثنا عبد الله بن وهب، حدثني سعيد بن عبد الرحمن بن أبي العمياء، عن السائب بن مهجان به.
إسناده حسن.

<<  <  ج: ص:  >  >>