للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[ملائكة الرحمة وملائكة العذاب]

[السُّؤَالُ]

ـ[تابع للسؤل رقم ٢١٢٨٠٩٥.. ثم التقيت بجبريل فسألني فأخبرته فقال لبيك وسعديك وضعها الله في يدك. وقال لي إن هناك ملائكة عذاب وملائكة رحمة فإن كنت تعذب بملائكة رحمة فإن في العذاب رحمة وإن كنت تعذب من طرف ملائكة عذاب فإن العذاب كان سخطا من الله. وسؤالي هل جبريل وميكائيل عليهما لسلام من ملائكة الرحمة أو العذاب، ومحمد رسول الله واثنان من الملائكة غير مذكورين عندنا في الكتب. والله أعلم؟]ـ

[الفَتْوَى]

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإن الرؤيا لا يثبت بها أمر شرعي ولا خبر ومن رأى في نومه شيئا فليفعل كما بينا في الفتوى رقم: ١١٠١٤.

واعلم أن لله تعالى ملائكة رحمة وملائكة عذاب كما في الصحيحين من حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: كان فيمن كان قبلكم رجل قتل تسعة وتسعين نفسا فسأل عن أعلم أهل الأرض فدل على راهب فأتاه فقال: إنه قتل تسعة وتسعين نفسا فهل له من توبة؟ فقال: لا، فقتله فكمل به مائة، ثم سأل عن أعلم أهل الأرض فدل على رجل عالم، فقال إنه قتل مائة نفس فهل له من توبة، فقال نعم ومن يحول بينه وبين التوبة انطلق إلى أرض كذا وكذا فإن بها أناسا يعبدون الله فاعبد الله معهم ولا ترجع إلى أرضك فإنها أرض سوء، فانطلق حتى إذا نصف الطريق أتاه الموت فاختصمت فيه ملائكة الرحمة وملائكة العذاب فقالت ملائكة الرحمة جاء تائبا مقبلا بقلبه إلى الله وقالت ملائكة العذاب إنه لم يعمل خيرا قط فأتاه ملك في صورة آدمي فجعلوه بينهم، فقال قيسوا ما بين الأرضين فإلى أيتهما كان أدنى فهو له، فقاسوه فوجدوه أدنى إلى الأرض التي أراد، فقبضته ملائكة الرحمة.

وأما جبريل وميكائيل فليسا من الملائكة المخصصين بالرحمة والعذاب بعد موت العبد، وأما محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم فهو بشر من الإنس وليس ملكا، ولم نفهم مراد السائل بقوله: ومحمد رسول الله واثنان من الملائكة غير مذكورين، وراجع في أسباب دخول الجنة وحصول رحمة الله الفتاوى التالية أرقامها: ٤٧٧٥٦، ٦٤٠٤٥، ٦٩٦٣٧، ٤٦٩٣٥.

والله أعلم.

[تَارِيخُ الْفَتْوَى]

١٨ شعبان ١٤٢٧

<<  <  ج: ص:  >  >>