للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[ماهية أصول الدين]

[السُّؤَالُ]

ـ[ما هي أصول الدين، أوهل يمكن حصرها في نقاط؟

وجزاكم الله ألف ألف خير..]ـ

[الفَتْوَى]

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

فإذا أردت حصر أصول الدين فيمكنك الرجوع إلى كتب العقائد التي عنيت بهذه الأمر، كالعقيدة الطحاوية مع شرحها لا بن أبي العز الحنفي، وفتح المجيد شرح كتاب التوحيد للشيخ عبد الرحمن بن حسن بن محمد بن عبد الوهاب، والإيمان لابن تيمية، والعقيدة الواسطية له، ومعارج القبول للشيخ حافظ الحكمي وغير ذلك.

وقد تضمن حديث جبريل عليه السلام مجموعة من الأصول، حيث قال الرسول صلى الله عليه وسلم لما سأله جبريل عن الإسلام، " الإسلام أن تشهد أن لا إله إلا الله وأن محمد رسول الله، وتقيم الصلاة، وتؤتي الزكاة، وتصوم رمضان، وتحج البيت إن استطعت إليه سبيلاً، قال: صدقت، ثم قال: فأخبرني عن الإيمان؟ قال: أن تؤمن بالله، وملائكته، وكتبه، ورسله، واليوم الآخر، وتؤمن بالقدر خيره وشره" قال: صدقت. قال: فأخبرني عن الإحسان؟ قال: "أن تعبد الله كأنك تراه، فإن لم تكن تراه، فإنه يراك" قال: فأخبرني عن الساعة؟ قال: ما المسؤول عنها بأعلم من السائل" قال: فأخبرني عن أماراتها؟ قال: أن تلد الأمة ربتها، وأن ترى الحفاة العراة رعاء الشاء يتطاولون في البنيان" ثم قال: هذا جبريل أتاكم يعلمكم دينكم" رواه مسلم.

قال الإمام الطحاوي: (والإيمان هو الإيمان بالله، وملائكته، وكتبه، ورسله، واليوم الآخر، والقدر خيره وشره، وحلوه ومره من الله تعالى) قال الشارح: (تقدم أن هذه هي أصول الدين، وبها أجاب النبي صلى الله عليه وسلم في حديث جبريل المشهور المتفق على صحته...) .

ومن أعظم الأمور التي يجب تجنبها والحذر منها: الإشراك بالله سبحانه، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " يا معاذ: أتدري ما حق الله على العباد؟ وما حق العباد على الله؟ قلت: الله ورسوله أعلم، قال: حق الله على العباد أن يعبدوه ولا يشركوا به شيئاً، وحق العباد على الله أن لا يعذب من لا يشرك به شيئاً" رواه البخاري ومسلم. وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من مات وهو يدعو من دون الله نداً دخل النار" رواه البخاري. قال: الإمام ابن القيم رحمه الله:

والشرك فاحذره فشرك ظاهر ذا القسم ليس بقابل الغفران

وهو اتخاذ الند للرحمن أيا كان من حجر ومن إنسان

يدعوه أو يرجوه ثم يخافه ... ويحبه كمحبة الديان

فلا بد من الكفر بالطاغوت مع قول لا إله إلا الله. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " من قال لا إله إلا الله، وكفر بما يعبد من دون الله، حرم ماله ودمه، وحسابه على الله" رواه مسلم.

قال في قرة العيون: فيه دليل أنه لا يحرم ماله ودمه إلا إذا قال لا إله إلا الله، وكفر بما يعبد من دون الله، فإن قالها ولم يكفر بما يعبد من دون الله، فدمه وماله حلال لكونه لم ينكر الشرك ويكفر به، ولم ينفه كما نفته لا إله إلا الله. فتأمل هذا الموضوع فإنه عظيم النفع. انظر فتح المجيد هامش صفحة ١١١ وعلى آية حال فالكلام حول أصول الدين ونواقضه، وشرائطه، وما يتبع ذلك يطول، وفي ما ذكرنا ما يمكن أن يكون مدخلاً صالحاً لمعرفة ذلك إن شاء الله.

والله أعلم.

[تَارِيخُ الْفَتْوَى]

١٨ ربيع الأول ١٤٢٢

<<  <  ج: ص:  >  >>