للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[هل يقدم الحج أم يدفع لأخيه حصته من الميراث]

[السُّؤَالُ]

ـ[أشهد الله أني أحبكم في الله وجازاكم الله خير الجزاء على هذا الموقع المبارك.

أحبتي في الله أنا شاب أنوي حج بيت الله الحرام برفقة والدتي بعد وفاة والدي رحمة الله عليه، ووالدتي تحلم بهذا منذ زمن، بعدما أخبرتها بأننا سنتوجه بإذن الله لبيت الله الحرام فرحت وترددت وطلبت مني تأجيل هذا الأمر حتى أعطي أحد إخوتي حقه من ميراث والدي رحمة الله عليه "دون قسمة، أي تقييم حق هذا الأخ ودفعه له نقدا"، وهو أخ غير شقيق، والمال الذي سأوفره هو من مالي الخاص الذي اكتسبته من عملي، وأحرص كل الحرص على ادخار هذا المبلغ على حساب ما أراه كماليا في هذه الحياة كالزواج، والشقة، والسيارة ...

وهي تريد أن أتفادى مشاكل الميراث مع إخوتي وعلى وجه الخصوص مع هذا الأخ من الأب، على الرغم من أنه لم يطالب بشيء إلى الآن.

يعلم الله كم أبذل من مجهود لتغطية نفقة الحج لي ولوالدتي، غير أني أجدها غير مطمئنة لهذا بسبب سكوت أخي.

السؤال:

هل أستمر في بحثي عن السبيل للحج، أم أدفع ما أدخره من مال لأخي على أن نؤجل الحج بعد أداء ما تسميه والدتي حق أخيك من ميراث والدك. وجزاكم الله خيرا.]ـ

[الفَتْوَى]

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فأحبك الله الذي أحببتنا فيه ونسأله سبحانه وتعالى أن يجمعنا بهذا الحب في جنته ودار كرامته.

وأما عن السؤال فلم ندرك ما علاقة الربط بين ميراث الأخ وبين الحج، والواجب في الميراث أن يأخذ كل ذي حق حقه، ولا يجوز أن يحجز نصيب وارث من غير عذر شرعي، ومن حق الوارث أن يأخذ نصيبه كاملا فور وفاة مورثه، ولا يجوز تأخير قسمة التركة إلا برضا الورثة، فإذا كان أخوكم لم يأخذ نصيبه من الميراث فينبغي لكم المبادرة بدفع نصيبه له، وكونه لم يطالب بحقه ليس عذرا في حجز نصيبه، فقد يكون مستحيا أو ناسيا ونحو ذلك، ولا يجوز لكم إنفاق نصيبه من الميراث في الحج من غير إذنه.

وأما إن كان تأخير قسمة الميراث برضا الورثة جميعا أو عن عذر شرعي – ككون الميراث غير قابل للقسمة بدون ضرر – وتطلبت قسمته وقتا من الزمن، ولديك المال الخاص لأداء فريضة الحج فلا يجب عليكم أن تدفعوا لأخيكم نصيبه من الميراث من مالكم الخاص، ويجب فورا على من كان منكم مستطيعا ولم يحج حجة الإسلام لقوله تعالى: وَلِلّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ الله غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ {آل عمران:٩٧}

وانظر الفتوى رقم: ١٠٢٤٣٨، حول تأخير قسمة التركة على الورثة، وكذا الفتوى رقم: ٩٧١١٧.

والله أعلم.

[تَارِيخُ الْفَتْوَى]

١٨ ربيع الأول ١٤٢٩

<<  <  ج: ص:  >  >>