للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[الرجل الحكيم لا يستجيب للمرأة كلما طلبت الطلاق]

[السُّؤَالُ]

ـ[أنا رجل متزوج وعندي طفلان والحمد الله، ككل الأزواج تحدث مشاكل بيني وبين زوجتي. وما إن تحصل مشكلة حتى تبدأ زوجتي بطلب الطلاق مني وتلح علي بل تصل إلى حد أن تقول لو كنت رجلا لطلقتها. أضف على ذلك أنها تبدأ بالدعوى علي وتتمنى الموت لي أو الإصابة بمرض وما إلى ذلك.

وسؤالي ما هو رأي الإسلام لمثل هذه الحالة؟ وما الأسلوب الواجب علي اتباعه في مثل هذا الظرف..]ـ

[الفَتْوَى]

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإن من حكم الله البالغة أن جعل الطلاق بيد الرجل لكمال عقله ووفوره، ولما علم من قوة تحمله لما قد يهدم حياته الزوجية، كل ذلك بخلاف المرأة، لهذا فعدم الاستجابة للمرأة إذا طلبت الطلاق هو من الحكمة؛ لما عرف عنهن من التسرع في طلب ذلك عند حدوث مثل ما ذكر السائل، ولو استجاب كل رجل لضجيج زوجته حال المخاصمة ومطالبتها بالفراق لأفضى هذا إلى خراب كثير من البيوت، فما أنت عليه من الصبر هو الصحيح، وينبغي أن تعالج المشاكل بالحسنى، ولا يجوز لها طلب الطلاق لغير عذر شرعي، فينبغي تعليمها هذا، والأحسن أن تتحرى وقت هدوئها فإن التعليم حينئذ أنفع.

وأما ما ذكر من دعائها عليك فليس من العشرة بالمعروف التي أمر الله أن تكون بين الزوجين، فعليها أن تتقي الله تعالى الذي جعل الزوجة سكنا وجعل بين الزوجين مودة ورحمة، وليس من المودة والرحمة الدعاء على الزوج بهذه الويلات، ولا من العشرة بالمعروف الإقدام على ذلك، فعليك أن تعظها وتذكرها بالله وبحرمة ما تقوم به، وتصبر على العلاج حتى يصلح الله شأنها.

والله أعلم.

[تَارِيخُ الْفَتْوَى]

٠٨ جمادي الأولى ١٤٢٩

<<  <  ج: ص:  >  >>