للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[لا مؤاخذة قبل البلوغ]

[السُّؤَالُ]

ـ[كيف يحاسب الإنسان نفسه، وكيف أتخلص من فكرة تطاردني مضمونها أننا مارسنا اللواط أنا وأخي بينما كنت صغيراً وأنا أجزم أن هذا فرضا لو حدث حدث قبل العاشرة بسنوات، حيث إنني أتذكر ما بعد العاشرة والغريب في هذا الهاجس المتعلق بحادث اللواط هذا أني لا يذكرني بأنني وضعت أي شيء في الدبر بمعني أن وضع العضو الذكري خارج الدبر، وأحيط علمكم الكريم أن أول إنزال للمني حدث لي بعد تعدي سن ١٣ سنة، ولكن أخاف أن يكون نبت شعر عانتي قبل هذا بسنوات (أتذكر أن شعر عانتي في عمر ١٣ كان قصيرا) ، فأكون قد ارتكبت منكر كبيرا وأنا بالغ، أفيدوني لأني أصبح بيني وبين أخي فتور في العلاقة الأخوية وأخاف أن أعصي الله بذنب عظيم وهو قطع صلة الرحمة علاوة لأنني لا أنام من هذا الهاجس؟ وجزاكم الله عني خير الجزاء وجعل ذلك في ميزان حسناتكم.]ـ

[الفَتْوَى]

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فمحاسبة النفس تكون بلومها على ما وقع منها من تقصير في فعل شيء من الطاعات، أو تقصير بفعل بعض المعاصي، وينبغي أن تكون هذه المحاسبة دافعاً للمرء للمزيد من الاستقامة، لا هاجسا يطارده، وقد يقعده في طريق سيره إلى الله تعالى، ومما يعينه في هذا السبيل صدقه وإخلاصة لله، وحسن ظنه به، وتراجع للمزيد الفائدة الفتوى رقم: ٤٦٨٣٧، والفتوى رقم: ٥٣٤٤٤.

ونوصيك بأن تهون على نفسك فإن هذا الفعل على فرض حدوثه منك فإن ما يقع من المرء من ذنوب قبل البلوغ لا يؤاخذ بها لكونه غير مكلف، وراجع في ذلك الفتوى رقم: ٣٧٠٠٥.

وإنبات شعر العانة وإن كان علامة للبلوغ على الراجح من أقوال العلماء إلا أن ما يسميه العلماء زغب الشعر وهو الصغير منه والذي قد ينبت للصغير ليس علامة للبلوغ، وراجع في ذلك الفتوى رقم: ٦١٥٧٣.

ولو قدر أن وقع منك ذلك بعد البلوغ فمن تاب تاب الله عليه، وهذا فيما إذا كنت على يقين من حدوث ذلك منك، فكيف وأنت تشك في وقوعه أصلاً، فاستأنف حياتك مع أخيك على أحسن حال ولا تدع للشيطان سبيلاً لتكدير صفوها فيقع ما لا تحمد عقباه من قطيعة للرحم ونحو ذلك.

والله أعلم.

[تَارِيخُ الْفَتْوَى]

٢٧ شوال ١٤٢٧

<<  <  ج: ص:  >  >>