للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[الرد على من يعتقد إلهية وربوبية غير الله تعالى]

[السُّؤَالُ]

ـ[أود سؤالكم إذا شخص كافر قال لي أنا أعبد السماء وأنا أعتقد أنها هي ربي وخالقة كل شيء فكيف أصحح له هذا، علماً أنه لا يؤمن بالقرآن ولا بالسنة أي لا أستطيع أن أحاجه بأحاديث أو آيات فكيف أقنعه بخطئه وهو يقول أنها تسمع وترى وهي تضر وتنفع وتنزل المطر وتصدر الرعد والبرق وأنها أكبر شيء في الوجود فهي الإله؟؟؟ أرشدوني كيف أقنعه جزاكم الله خيراً.

وإذا صادفني أحد يؤمن بأي شيء آخر غير السماء كالنار وإلى آخره فكيف أٌقنعه؟

جزاكم الله خيراً]ـ

[الفَتْوَى]

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فيمكن محاجة من ذكرت ممن يعتقد في السماء أو غيرها من المخلوقات بأنه مطالب بإثبات صفات الألوهية والربوبية لها، وما الفرق بينها وبين غيرها من الجمادات والمخلوقات كالأرض والجبال، فإن كان دليله مجرد نزول الغيث الذي ينتفع به العباد والبلاد فكل المخلوقات لها منافع وخصائص ليست لغيرها، وذلك دليل على أنها مخلوقة ومسخرة، هذا مع أن ما ذكره من المطر والرعد والبرق ليس من السماء ذاتها وإنما هو من جهتها فحسب، وذلك ثابت علميا، كما أن السماء لم تكن موجودة في فترة من الفترات فهي مخلوقة، فقد كان الكون كله رتقا ففتقه الله سبحانه، وذلك ثابت بالنقل كما أثبتته الدراسات الحديثة، وانظر الفتوى رقم: ١٦٩٧٥.

وأما قوله إنها أكبر المخلوقات فهذا ليس صحيحا بل هنالك ما هو أعظم منها وأكبر خلقا كالعرش والكرسي وإن كان هو لا يؤمن بذلك.

ودعواه أن السماء تسمع وتبصر وتنفع وتضر لابد أن يثبتها بالدليل القاطع _ولن يستطيع _أو يكون كلامه مجرد دعوى يمكن لأي أحد أن يدعيها فيما شاء من الجمادات أو الحيوانات فهي هراء. وهكذا في كل من يعتقد إلها غير الله كمن يعتقد في النار أو البقر أو الريح أو غيرها يمكن محاجته بذلك وغيره، لكن لابد من التمكن ورسوخ القدم في العلم قبل مناظرة ومحاجة أولئك لما يلقونه من الشبه التي قد تقع في قلب المرء فلا يستطيع دفعها وتفنيدها لعدم رسوخ قدمه وتمكنه. ولذا ينبغي تسليط بعض الدعاة وطلبة العلم ممن لهم دربة في ذلك المجال على أمثال أولئك ليتولوا مناظرتهم. ولمزيد من الفائدة انظر الفتاوى ذات الأرقام التالية: ٢٨٣٣٥، ٦٨٠١٦، ٧١٩٠٧.

والله أعلم

[تَارِيخُ الْفَتْوَى]

١٤ رجب ١٤٢٨

<<  <  ج: ص:  >  >>