للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[سعى للإقامة بأسرته في بريطانيا فحدث ما لا يحمد عقباه]

[السُّؤَالُ]

ـ[سأقوم بشرح قصتي باختصار وهي طويلة....أنا تعرفت على امرأة ظننت أنها امرأة تخاف الله لأن الظاهر كان كذلك وتزوجتها وأنجبت منها أربعة أطفال أكبرهم ٨ سنوات وأصغرهم ستة أشهر. أنا تعرضت لخسارة كبيرة في مالي بسبب الأسهم وبسبب سوء التصرف في أمور أخرى والحمد لله. حلمت بمستقبل أفضل لأولادي ولزوجتي ولبيتي. أنا عانيت الكثير من هذي المرأة بسبب تدخل أهلها في كل أموري الصغيرة والكبيرة، وكنت أعلم أن زوجتي هي تقوم بإرسال الأخبار الخاصة وغير الخاصة إلى أهلها، ولكني كنت أتجاهل تصرفاتها، وكنت أعلم بأن أهلها كانوا يتدخلون من بعيد في أمور بيتي، ولكني كنت أتجاهلهم لأنهم لا يستطيعون أن يعملوا شيئا غير فتح باب جهنم عن طريق بنتهم. ومع هذا كنت صابرا ولم أنكسر لهم. في يوم من الأيام جاءني اتصال من أهلها حينما كانوا في بريطانيا لعلاج والدهم رحمه الله. وعرضوا علي الهجرة إلى بريطانيا وطلب اللجوء فيها وبالفعل وافقت وكل هذا من اجل مستقبل أفضل للأطفال. وعرضوا علي قصة يجب أن أقولها في طلب اللجوء، ولكن القصة كانت غريبة وغبية وحينما اعترضت على القصة أوهموني أنها كلام محام بريطاني وللأسف اكتشفت أنها من نسيج خيالهم وأنا في بريطانيا وأمام وزارة الداخلية. باختصار أهلها سافروا من بريطانيا وقرروا العودة إلى بريطانيا في تاريخ ٢٨ /١٠ / ٢٠٠٧ ورفضت قضيتي سريعا بسبب القصة التي منحت منهم للأسف. تداركت الوضع ووضعت أنا خطة أخرى ولكن كان يجب أني أغادر بريطانيا وأترك زوجتي وأطفالي الثلاثة في بريطانيا، لكي أحمي خط العودة لهم إلى الخليج في حال رفضت القضية لهم، وكانت زوجتي حاملا في الشهر الثاني، وبعد الاتفاق مع زوجتي ومع أهلها على سفري ومع الاتفاق أيضا مع المحامي الذي وعدني بأنه سوف يقوم باستدعائي بفيزة عمل، وإذا كسبوا عائلتي الإقامة هم يستطيعون لم شملي.... وكل هذا كان أمام زوجتي وأهلها ويشهد الله على ذلك. وكان كلام أهلها أنهم سوف يأتون في تاريخ ٢٨ / ١٠ / ٢٠٠٧ تحت أي ظرف لعلاج والدهم والجلوس مع أطفالي لأنه ليس لهم أحد. وبالفعل أنا سافرت في تاريخ ٢٦ / ١٠ / ٢٠٠٧ وللأسف أهلها لم يستطيعوا أن يأتوا إلى بريطانيا مما وضع أطفالي وزوجتي في مأزق كبير. ودخلت زوجتي وزارة الداخلية، وقدمت على اللجوء الإنساني بعد أن غادرت أنا الأراضي البريطانية بالاتفاق معها ومع المحامية ومع أهلها والله شاهد وهو خير الشاهدين. منحوا عائلتي الإقامة بسبب الخطة التي أنا وضعتها وكانت هنا المفاجئة. أصبحت لا تريد عودتي خوفا على الإقامة من أن تسحب منها، وأيضا لأنها امرأة متسلطة تحب التملك بكل شيء أولا زوجتي تبشر أهلها بحصولها على الإقامة، وكأن أهلها هم الصابرون وهم المحرومون من الأطفال ... وثانيا أصبحت زوجتي عدائية ولا تتكلم إلا من طرف أنفها، وأصبحت تتكلم وكأنها هي المجاهدة الصابرة في أرض المعركة ومع هذا كنت صابرا جدا لأني أنا الشخص الخاسر كل حاجة. ولم تكتف إلى هذا الحد، بل تعدت حدود الله وأصبحت تمنعني عن مكالمة أطفالي وتنذرهم بأن لا يخبروني أي شي إلا بعلمها، ولا أعلم ما هو الشيء الذي يرعبها أن يخبروني أطفالي حتى حينما أسأل عن موعد الولادة كانت تقول لن أخبرك بذلك لأنك سوف تقول لأهلك، نسيت أيضا أن أطفالي يحملون اسمي واسم أهلي ولا يحملون اسم أهلها.. تكلمت مع أهلها وللأسف وكانت هنا البداية. تخبرني والدتها وإخوانها بأنهم لا يريدون أن يتدخلوا في أمورنا الشخصية وأن هذي الأمور عائلية يجب أن تحل بيني وبين زوجتي، ويا سبحان الله أصبحوا قمة في الأخلاق بعد ما خربوا البيت، وكان التوجيه يأتي إلى زوجتي من بيتهم الذي هو أشبه بالكنيست الإسرائيلي في اتخاذ القرار في بيتي. ولم تغامر زوجتي بلم شملي بأطفالي مثل ما أنا غامرت بأن يكون لهم مستقبل أفضل ... وأصبحت تقفل خطوط التلفون في وجهي، وأصبحت تخرج من المنزل وتسافر في أي مكان في بريطانيا بدون علمي ... بل كان يأتي لها الأوامر من منزل والدتها وإخوانها المنزوعين الغيرة. أنا أنذرتها وحذرتها بأني أنا زوجها وأني أنا أبو أطفالها وأنا سندها وأنا من سيدخلها الجنة إذا كنت راضيا عنها. وللعلم أنا من أدخلها بيت الله مكة المكرمة لأنها هي تعيش خارج السعودية. وكل هذا نسي بعد أن حصلت على الإقامة والمنزل والمصروف. حتى أصبحت تقول أنا هنا لأجل الأطفال وهي كاذبة. وطبعا أنا أعلم بأن والدتها وإخوانها هم حذروها من العودة إلي لأن مستقبلها ومستقبل الأطفال أفضل في بريطانيا، وكأنهم هم المسؤولون في بيتي أمام الله في تربيه أطفالي. وكذلك حينما تشتد المشاكل بيننا تقول سوف أقوم بتطليق نفسي منك في المحكمة، والسبب أنك هاجرنا ولم تصرف علينا. وكأنها نسيت أني أنا لم أهجرها ولكن هي التي هجرتني ومنعتني من الدخول إلى بريطانيا ورفضت العودة والانصياع.]ـ

[الفَتْوَى]

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فليس من حق أهل الزوجة أن يتدخلوا في حياتها الزوجية، ويفسدوا بينها وبين زوجها، ويعتدوا على حق الزوج في القوامة، لكن ذلك لا يسوغ لك أن تلقي باللائمة عليهم وحدهم فيما حدث لك، فإنك قد أخطأت وجنيت على نفسك، بالسعي للإقامة في بلاد الكفر، زاعماً أنك ترجو لأولادك مستقبلاً أفضل، وأي مستقبل للأولاد تنتظره إذا تربوا في بلاد الكفر، التي تعج بألوان المفاسد والفتن، ولا سيما وقد أصبحوا بعيداً عن رقابتك، ومع أم يظهر مما ذكرته أنها لا تقيم حدود الله؟

فالذي ننصحك به أن ترجع إلى الله وتستعين به، وتذكر زوجتك بما أوجب الله عليها من طاعة الزوج في المعروف، وتخوفها عاقبة عصيان زوجها، وتسعى بكل طريق لإرجاعها وأولادها إلى بلدك المسلم، ولو كان ذلك على حساب مستواهم المعيشي، فإن سلامة الدين يجب أن تقدم على كل شيء، واعلم أن الرزق بيد الله يبسطه ويقدره لعباده بحكمة بالغة، قال تعالى: اللَّهُ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَيَقْدِرُ لَهُ إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ {العنكبوت٦٢}

والله أعلم.

[تَارِيخُ الْفَتْوَى]

١٨ صفر ١٤٣٠

<<  <  ج: ص:  >  >>