للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[القرآن لا يكتب إلا بأحسن خط وأفخمه.]

[السُّؤَالُ]

ـ[السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

يوجد مصحف صغير جدا زينة في السيارة، قام أحد الأشخاص بحرقه حتى لا يهان، هل هو آثم لحرق المصحف؟ جزاكم الله خيراً]ـ

[الفَتْوَى]

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

فلتعلم أولاً أن كتابة القرآن بالخط الدقيق وفي الورق الصغير كرهها السلف رحمة الله عليهم، فقد أخرج ابن أبي شيبة في مصنفه عن علي رضي الله عنه أنه كره أن يكتب القرآن في المصحف الصغير.

وأخرج السجستاني في كتاب المصاحف عن إبراهيم النخعي أنه قال: كانوا يكرهون أن يكتبوا المصاحف في الشيء الصغير، يقول: عظموا القرآن.

وقد ذكر غير واحد من أهل العلم في كيفية كتابة المصحف أنه يكتب بأحسن خط وأبينه على أحسن ورق وأبيض قرطاس بأفخم قلم وأبرق مدادٍ ويفرج بين سطوره وتفخم حروفه.

وبهذه النقول عن أهل العلم يتبين أن من تعظيم القرآن كتابته بأفخم خط وأحسنه، وفي ورقٍ كبير جميل، وأن كتابته على غير ذلك النمط تتنافى مع تعظيمه وتفخيم شأنه وكل ما هو متصل به.

وبناءً على هذا يكون التخلص من المصحف المكتوب بالنمط المذكور في السؤال مطلوباً شرعاً.

أما كيفية التخلص مما كتب فيه القرآن فهي إما بدفنه في مكان طاهر غير ممتهن، أو غسله بالماء وسكب الماء في مكان طاهر غير ممتهن، وإما بحرقه إن لم تمكن إحدى الطريقتين الأوليين.

وقد نقل أن عثمان رضي الله عنه أمر بتحريق المصاحف التي تخالف المصحف الإمام الذي كتبه.

والله أعلم.

[تَارِيخُ الْفَتْوَى]

٢٩ ذو الحجة ١٤٢٣

<<  <  ج: ص:  >  >>