للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[اللجوء للقضاء لتزويج البنت عند العضل يقطع الخصومة بين الأولياء]

[السُّؤَالُ]

ـ[أنا فتاة عمري ٢١ سنة، وتقدم لخطبتي عدد كبير جدا من الخطاب بشكل مهيب والحمد لله، أنا جميلة وأنال إعجاب جميع الخاطبين، لكن المشكلة أن أبي لا يعجبه أحد منهم، ودائما يضع فيهم العيوب والأدهى والأمر في الموضوع أنه جاء ابن خالتي يخطبني منذ ٣سنوات وحتى هذه الساعة، ولكن أبي رفض لأنه بدوي ونحن فلاحون، وأنا تعبت جدا من الدنيا حتى أني أفكر بأن لا أتزوج، مع العلم أني تكلمت مع أبي وقلت له بأني موافقة على ابن خالتي ولكن أبي يرفض. الرجاء أخبروني ما الحل؟ مع العلم أنا أدخلنا كثيرا من الواسطات لإقناع أبي. الرجاء ساعدوني. وهناك سؤال آخر: هل يمكن للبنت أن تغير الولي مثلا يكون جدها أو خالها؟]ـ

[الفَتْوَى]

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فما يفعله أبوك من رد الخطاب دون سبب معتبر لا يجوز، وهو من الظلم البين لابنته، وفعله هذا من العضل المحرم قطعا، بل إن العضل يحصل بما هو دون هذا، وقد عد بعض أهل العلم شدة الولي وسوء استقباله للخطاب من العضل.

جاء في الإنصاف للمرداوي: وقال الشيخ تقي الدين رحمه الله: من صور العضل إذا امتنع الخطاب من خطبتها لشدة الولي. انتهى.

فالواجب على الولي إن تقدم لموليته صاحب الخلق والدين ووافقت على الزواج منه، أن يبادر بتزويجها، ولا عبرة بكونه بدويا أو حضريا عربيا أو أعجميا، فإن لم يفعل فقد سقطت ولايته عليها وانتقلت لغيره من الأولياء بسبب عضله, وقد اختلف أهل العلم فيمن تنتقل له الولاية بعده، فبعضهم قال تنتقل إلى من يليه، وبعضهم قال: بل تنتقل إلى السلطان، وقد بينا ذلك كله في الفتويين: ١١٨٤٧٥، ٥٢٨٧٤.

ولمعرفة ترتيب الأولياء حسب أولوية أحقيتهم بتزويج المرأة تراجع الفتوى رقم: ٢٢٢٧٧.

ولمعرفة الراجح من أقوال أهل العلم في الكفاءة تراجع الفتوى رقم: ١٩١٦٦.

والذي ننصحك به في هذا المقام هو اللجوء للقضاء فإنه أقطع للنزاع والخصومات التي قد تحدث بسبب إقدام بعض الأولياء على تزويجك في حال وجود الأب.

والله أعلم.

[تَارِيخُ الْفَتْوَى]

٠٦ رجب ١٤٣٠

<<  <  ج: ص:  >  >>