للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[إذا وجدت من ترضى بحالك فتزوج بها]

[السُّؤَالُ]

ـ[السلام عليكم ورحمة الله.

هل يجوز لرجل أن يلغي فكرة الزواج تماما وأن يكتفي بالصبر علي ما قدره الله له، خصوصا بعد أن يكون قد علم أنه يعاني من عدم القدرة على الجماع، مع العلم أنه يبلغ من العمر الخامسة والعشرين، ولم يسبق له أن قام بفعل هذا الشيء؟

ولكم جزيل الشكر.]ـ

[الفَتْوَى]

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

فإن السائل لم يوضح المشكلة التي جعلته يلغي فكرة الزواج، وليعلم أن ترك الزواج جائز لمن لم يخف على نفسه الوقوع في المعصية، وقد رغَّب النبي صلى الله عليه وسلم من استطاع الباءة في الزواج فقال: يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج. رواه البخاري ومسلم وقد حمل الجمهور الأمر في الحديث وفي آية: فَانْكِحُوا مَا طَابَ لَكُم [النساء: ٣] . على الندب لمن لم يخش الزنا، كما قال ابن رشد في بداية المجتهد.

وقد فسرت الباءة بالقدرة على الجماع، كما فسرت بالقدرة على القيام بمؤنة الزواج، وعليه، فننصحك بكثرة الدعاء والاستخارة واستشارة الأطباء، وانظر فإن كان بك مرض يمنع من الجماع، فلا تتزوج بامرأة إلا بعد إعلامها، لأن الجماع من آكد حقوق المرأة على زوجها كما أفتى به شيخ الإسلام ابن تيمية وغيره.

ولكن هذا لا يمنع من الزواج إن كنت قادرا على مؤنة الإنفاق، لما في الزواج من الفوائد الكثيرة.

ولعلك بعد البحث تجد أرملة أو مطلقة ذات أولاد وعندها رضا ورغبة في الزواج بمثلك. أو تجد من لم تعد لها رغبة في الجماع لكبر سنها.

فإذا وجدت من ترضى بحالك، فتزوج بها، ولعل الله يشفيك ويزيل ما بك.

أما إذا قررت عدم الزواج، فحاول أن تصرف طاقاتك المادية والبدنية فيما يرضي الله، فاشتغل بتعلم العلم ونشره، واكتسب الأموال وأنفقها في طاعة الله وإغاثة المنكوبين، وكن مثل رجال السلف الذين لم يتزوجوا ولكنهم أنفقوا طاقاتهم في معالي الأمور، مثل الإمام النووي وشيخ الإسلام.

وراجع الفتاوى التالية أرقامها:

٣٠١١، ٢١٣١٨، ١٤٢٢٣، ١٩٦٦٣، ١١٣٩٤، ٢٦٥٨٧، ٢٠٧٢٩، ٢٤٨٩٩، ١٢٢٥٥.

والله أعلم.

[تَارِيخُ الْفَتْوَى]

٢٣ ربيع الثاني ١٤٢٤

<<  <  ج: ص:  >  >>