للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[هل يؤاخذ الموسوس بما يفعل من معاص]

[السُّؤَالُ]

ـ[هل من ذنب إذا عملت أشياء غلطا، وأنا كاره أن أعملها بسبب الوسواس القهري، عملتها مع أقرب الناس لي، وكلما أشوفهم أتذكرها وأحزن، وإذا كنت فرحا أتضايق، والله أنا ليس قصدى أعمل الحاجة هذه لكن أنا عندما أعمل عملا كذا مرة، أنتبه وأستغفر ربنا، والوسواس يجعلني كلما أرى اسم ربنا أو آية قرآنية موضوعة على الحائط يضايقني وعندما أكون ماشيا في الشارع، كلما أرى اسم ربنا مثلا على لوحة أو مكتوبا على الحائط لازم أقف وأنظر إليها والناس يظنونني مجنونا أنا لا أعرف أشتغل ولا أعرف أنام إلا عندما أسهر للصبح يكون جسمي تعبا وأنا شغال في المعمار- السباكة- عندما أكون شغالا ممكن أترك الشغل وأمشي. من فضلك يا شيخ قل لي أعمل ماذا؟]ـ

[الفَتْوَى]

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإن كانت الوساوس قد بلغت بك مبلغا بحيث غلبت على عقلك بحيث أصبحت كالمجنون، فإنك غير مؤاخذ بهذه المعاصي التي صدرت منك تحت تأثيرها، ولا تأثم بفعلها إن شاء الله، لأن الموسوس مغلوب على عقله، كما سبق بيانه في الفتوى رقم: ١٠٢٦٦٥.

أما إن لم يبلغ بك الأمر إلى هذا الحال، وكنت تضبط تصرفاتك وأفعالك، فإنك لا شك مؤاخذ بأفعالك شأنك شأن سائر المكلفين.

والواجب عليك هو التوبة وأن تجتهد في دفع هذه الوساوس عنك، فإنها داء وبيل يذهب بمصالح الدين والدنيا. وقد بينا بالتفصيل كيفية التخلص من هذه الوساوس في الفتويين رقم: ٣٠٨٦، ٣١٧١.

وننصحك بعرض الأمر على طبيب نفسي مسلم، فقد جربت الأدوية الكيميائية في علاج ذلك فكان لها أثر كبير بفضل الله وتوفيقه.

ثم عليك بالإكثار من ذكر الله ودعائه والإلحاح عليه أن يصرف عنك السوء والشر، وأن يعصمك من كيد الشيطان ووساوسه.

والله أعلم.

[تَارِيخُ الْفَتْوَى]

٢٨ جمادي الأولى ١٤٣٠

<<  <  ج: ص:  >  >>