للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[هل مجرد سكنى الزوج في مدينة أخرى يبرر رفضه]

[السُّؤَالُ]

ـ[جارتي فتاة تريد أن تتزوج رجلا جميلا مثقفا عربيا مسلما وتحبه ويحبها لكن المشكلة أن أهلها يعارضونها وذلك لأنه يسكن في مدينة أخرى وأباها متوفى وأمها تريدها أن تبقى في نفس المدينة كي تؤنسها.

فهل تتزوجه؟

شكراً.]ـ

[الفَتْوَى]

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فقد بينا في الفتوى رقم: ٣١٤٥، والفتوى رقم: ١٤٦٧٢، والفتوى رقم: ٤٠٧٤. أن المعيار الصحيح لاختيار الزوج هو الخلق والدين. فمن كان ذا خلق ودين ينبغي للفتاة أن تحرص عليه إذا وجدته ولا ينبغي لأهلها رده. فإذا كان ذلك الشاب ملتزما بدينه متحليا بالأخلاق النبيلة فلتحاول إقناع أمها به، ولتذكرها بقوله صلى الله عليه وسلم: إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد عريض. رواه الترمذي. ولتخبرها بأن الأزواج الصالحين أصحاب الدين والخلق قلة في هذا الزمن الذي كثر فيه الفساد. فإذا قبلت بذلك ورضيت فنعما هي، وإلا فننصحها بعدم مخالفة أمها ولتحرص على رضاها فإنها قد لا توفق في زواجها وتفقد رضا أمها، وإن تركت الزواج منه طاعة لأمها وحرصا على برها فحري بها أن يعوضها الله خيرا منه ويثيبها أجرا على ذلك. سيما وأنه لم يذكر في السؤال اتصاف الشاب بالدين والخلق، ومجرد اسم الإسلام والعروبة لايكفي كما بينا في الفتاوى المحال إليها سابقا. وننبه هنا إلى أن المرأة لا تنكح نفسها ولا بد من إذن وليها وموافقته، ولكن لايجوز له عضلها كما بينا في الفتوى رقم: ١٧٦٦، والفتوى رقم: ٣٣٩٥، والفتوى رقم: ٢٠١٤. كما ننبه إلى أن الحب قبل الزواج له ضوابط لا بد من مراعاتها ليكون مشروعا وقد بيناها في الفتوى رقم: ٤٢٢٠، فنرجو مراجعتها والاطلاع عليها.

والله أعلم.

[تَارِيخُ الْفَتْوَى]

١١ جمادي الثانية ١٤٢٦

<<  <  ج: ص:  >  >>