للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[توهم دخول شيء إلى جوف الصائم لا يلتفت إليه]

[السُّؤَالُ]

ـ[أعاني من وسوسة كثيرة في الطاعات مثل الصلاة والصيام فلقد صمت ٦ أيام دين وسؤالي أشعر بأن في اليوم الأول عند وضوئي دخل الماء إلى حلقي من خلال أنفي بالرغم من أنني لا أمضمض ولا أستنشق في النهار لخوفي من ذلك ولقد شعرت بدخول الماء لا أعلم هل هو شك أم يقين واليوم الآخر كنت أصلي وكان على السجادة شعرة رأس ودخلت فمي وكأنني بلعتها أو بلعتها لا أعلم وأتممت الدين ولدي شك أن يكون اليومان غير مقبولين عند الله وبدأت صيام ٦ من شوال ودعوت الله في إنه يعلم سري وعلانيتي فيقبل معذرتي في أن تلك الأمور وساوس.

جزاكم الله خيرا.]ـ

[الفَتْوَى]

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فننبهك أولاً إلى ضرورة الإعراض عما تجدينه في نفسك من وساوس في الطاعات وغيرها فإن ذلك من مكايد الشيطان ليدخل الهم والحزن إلى قلب المسلم ولإفساد الطاعات عليه. ثم إنه لا ينبغي لك ترك المضمضة والاستنشاق في الوضوء نظرا لقول بعض أهل العلم بوجوبهما كما في الفتوى رقم: ٢٩٤١. بل عليك بفعلهما من غير مبالغة في الاستنشاق أثناء الصوم، لقوله صلى الله عليه وسلم: وبالغ في الاستنشاق إلا أن تكون صائما. رواه أبو داود. وإذا سبق بعض الماء إلى الحلق والجوف نسيانا أو غلبة فالصوم صحيح، أما إذا كان عمدا ففيه القضاء مع حرمة الإقدام على ذلك، وراجع الفتوى رقم: ١١٣٧٣. وخلاصة القول أن الشك في فساد صومك بوصول الماء إلى حلقك أو بابتلاع الشعرة المذكورة هو جزء من الوساوس التي تعتريك فهي لا تبطل الصوم لأنه لا يبطل إلا بيقين. وراجع أيضا الفتوى رقم: ٤٠٨٣٦.

والله أعلم.

[تَارِيخُ الْفَتْوَى]

٠١ ذو القعدة ١٤٢٥

<<  <  ج: ص:  >  >>