للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[تأخير الحمل إلى ما بعد الرضاع]

[السُّؤَالُ]

ـ[أنا متزوج منذ عام ونصف، وعندي ولد عمره ٨ شهور، وأرغب في هذه الفترة بأن تحمل زوجتي بمولود آخر، ولكنها ترفض ذلك، لأن ابننا مازال صغيراً، وسيكون عبئاً عليها الاعتناء بالاثنين، وأيضاً تقول إنها تعبت كثيراً في حملها الأول، وصعب عليها أن تكرر ذلك في هذه الفترة، وتريد أن تنتظر ثلاث سنوات على الأقل حتى تحمل الحمل الثاني، هل هذا الشيء يجوز من قبل الزوجة وهل في ذلك حكم شرعي، وإذا كان الجواب نعم فماذا بإمكاني أن أفعل فأنا أريد أولاداً كثيرين، ملاحظة: عمر زوجتي ٢٣ عاماً وهي تعمل موظفة وأنا لا أساعدها في أعمال البيت أو رعاية الطفل وقد وعدتها إن حملت فإن رعاية طفلنا الحالي ستكون من مسؤولياتي؟]ـ

[الفَتْوَى]

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإن من حق الزوجة أن ترضع ولدها حولين كاملين، وهذا يستدعي أن تترك الحمل خلال هذه المدة، ثم تحمل بعد ذلك فيكون مجموع الزمن بين الولدين ما يقرب من ثلاث سنوات، وهذا هو الأنفع حفظاً لصحة الأم وكذا الأبناء، وحتى تتمكن الأم من رعاية ولدها الأول، فإذا ما جاء الولد الثاني كان الولد الأول قد استغنى عن أمه إلى حدٍ ما، وفي هذا أيضاً تمكين للوالدين من تربية أبنائهما، وقد بينا في الفتوى رقم: ٣٦٠٣٦، والفتوى رقم: ١٨٤٨٧ أن الإنجاب حق للزوجين، فلا يجوز لأحدهما إيقاف الحمل إلا برضا الطرف الثاني، إلا أن يترتب على الزوجة ضرر في تتابع الحمل فلها أن تتوقف عن الحمل حتى تستعيد صحتها وقوتها.

ولذا فإننا ننصح بأن يتجاوز الأمر، وأن لا تصر فيه على طلبك، وبقاء الزوجة هذه الفترة بدون حمل قد يكون أنفع لك من حملها، بحيث يمكنها البقاء معك والاهتمام بك، وخاصة أنها تعمل في الصباح وترعى ولدها وبيتها وتقوم بحق زوجها بعد ذلك، وفقكم الله تعالى وألف بينكم ورزقكم التفاهم.

والله أعلم.

[تَارِيخُ الْفَتْوَى]

١٨ صفر ١٤٢٧

<<  <  ج: ص:  >  >>