للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[هل يعاقب القريب بذنب قريبه]

[السُّؤَالُ]

ـ[حضرة المستشار المحترم أرجو الإجابة على سؤالي:

إذا أنا ارتكبت أي ذنب صحيح أعاقب مثلا بمرض أحد من إخوتي أو أي أحد من أهلي؟]ـ

[الفَتْوَى]

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإن العدالة الإلهية والحكمة الإسلامية تقتضي ألا يؤخذ أحد بذنب غيره مهما كان قربه منه.

فقد قال الله عز وجل: وَلا تَكْسِبُ كُلُّ نَفْسٍ إِلَّا عَلَيْهَا وَلا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى {الأنعام: ١٦٤} وقال تعالى: [كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ رَهِينَةٌ] {المدَّثر:٣٨} وقال تعالى: لهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ {البقرة: ٢٨٦} إلى غير ذلك من الآيات الكثيرة التي تدل على هذا المعنى.

لكن قد يبتلى الإنسان بمصيبة في بدنه أو ماله أو غير ذلك ويكون ذك مجرد ابتلاء في حقه، وليس عقابا على ذنوب اقترفها، وذلك مثل ما يصيب الأطفال والمجانين ونحوهم ويكون ذلك الابتلاء عقوبة لمن يحبه من أهله ويؤذيه ابتلاؤه في نفس الوقت.

فقد روى ابن كثير في التفسير بسنده عند قول الله تعالى: وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ {الشورى: من الآية٣٠} عن أبي البلاد قال: قلت للعلاء بن بدر وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وقد ذهب بصري وأنا غلام؟ قال: فبذنوب والدك.

وعلى هذا، فيكون ما يصيب القريب من الآلام النفسية عقوبة له، وأما صاحب المصيبة فقد يكون ذلك مجرد ابتلاء في حقه، ولم يؤاخذ في النهاية بذنب قريبة كما هو الأصل الذي تدل عليه الآيات والقواعد العامة للشرع.

وللمزيد نرجو أن تطلعي على الفتويين: ٦٢٥٨٩، ٧٣٧٣٢.

والله أعلم.

[تَارِيخُ الْفَتْوَى]

٢٠ ذو الحجة ١٤٢٧

<<  <  ج: ص:  >  >>