للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[الفرق بين القرآن والمصحف]

[السُّؤَالُ]

ـ[قال القاضى عياض إن من أنكر القرآن أو المصحف أو سبهما أو شك في حرف منه فهو كافر، فهل قول القاضي رحمه الله سبهما تعني أن المصحف غير القرآن أم أن اصطلاح المصحف عند جميع العلماء يطلق على القرآن والعكس أيضا أم هم مختلفون في ذلك، وهل قول القاضي رحمه الله (شك في حرف فيه) القران أم المصحف؟]ـ

[الفَتْوَى]

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإن المصحف يراد به الكتاب الذي يجمع الصحائف التي كتب فيها القرآن، وراجع القاموس ولسان العرب، وقد اكتسبت تلك الصحف مكانتها وحرمتها بسبب وجود حروف القرآن فيها، فمنع المحدث من مسها عند الجمهور.

وبناء عليه يعلم أن القرآن هو اللفظ المنزل على النبي صلى الله عليه وسلم المتعبد بتلاوته، ويطلق عليه القرآن سواء كان مقروءاً أو مكتوباً، وأما المصحف فيراد به المكتوب في الصحف فظهر أن كلمة القرآن قد تطلق على ما هو موجود في المصحف وعليه حمل كثير من أهل العلم قوله تعالى: إِنَّهُ لَقُرْآنٌ كَرِيمٌ* فِي كِتَابٍ مَّكْنُونٍ* لَّا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ* تَنزِيلٌ مِّن رَّبِّ الْعَالَمِين َ {الواقعة} .

قال النووي: وصفه بالتنزيل وهذا ظاهر في المصحف الذي عندنا.

وقد يطلق القرآن على المتلو فيكون مغايراً للمصحف فمن سب المتلو والمكتوب يعتبر كافرا إذا توفرت شروط التكفير، ومن شك في حرف منه فهو كافر كذلك.

والله أعلم.

[تَارِيخُ الْفَتْوَى]

٠٧ رمضان ١٤٢٩

<<  <  ج: ص:  >  >>