للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[هل في نصح الوالدين لولدهما بعدم الزواج من فتاة ما بأس؟]

[السُّؤَالُ]

ـ[لي أخ كان يريد خطبة فتاة وهو أعجب بها، ولكن لما ذهب أبي وأمي ليتعرفا على أهلها ويريانها لم يستريحا لوالدها، فمثلاً لما استئأذن أبي للصلاة وسأل عن القبلة قال والدها وسأل الحاضرين من أهل بيته وأقاربه أين القبلة، فطبعاً ليست هذه كلمة فسواء قاله جاداً -وهذا شيء لا يطمئن- أو قالها مزاحاً، ولا أعتقد أن ذلك من المزاح المهم أن هذه ملحوظة أخذناها عليه من ضمن ملحوظات كثيرة أخذها أبي وأمي على والد الفتاة، وأما عن الفتاة فليس بها بأس من ناحية الأخلاق والدين إلا أنها سمينة وباقي أهلها طيبون وعلى أخلاق، الملاحظة فقط على والدها وأسلوبه في الكلام وعدم استراحة والداي له وفي سمن الفتاة أيضاً، فهل توجد حرمة إذا تركنا هذه البنت لهذين السببين وهما عدم استراحة والدي لوالدها وفي سمن الفتاة، ولكن لم يقل والداي لأخي اترك هذه البنت ولكن نصحه أبي وأمي بهذه النقاط ولكن لم يأمراه بترك البنت، وقالا له إن الأمر راجع لك في النهاية لأن أخي لم يدرس الأمور بإتقان، فهل فيه حرمة على والدي وأمي وإذا كانت فيه حرمة فماذا نفعل، لأن والداي ليسا مستريحين، وهل فيه حرمة على ملاحظة والداي أن الفتاة سمينة، وهل فيه عقاب من الله على والداي لما أبدياه من ملاحظات قالها لأخي؟]ـ

[الفَتْوَى]

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإذا كانت هذه الفتاة -كما ذكرت- ذات دين وخلق فلا يضرها كون أبيها قد يكون مقصراً أو كونها سمينة، لأن كل ذلك ليس من المعايير التي ينبغي الحرص عليها، وراجع الفتاوى ذات الأرقام التالية: ٢٠٠٢٢، ٣٠٤٩١، ٣٩٩٠٥.

وليس في ما سألت عنه من عمل والديك شيء من الحرمة لأن ذلك يعد من النصح لابنهما فلا بأس في نصحهما ابنهما بعدم الإقدام على الزواج من فتاة ما، وذكر أسباب ذلك، ولكن لا ينبغي لهما أن يجعلا السمنة معياراً، وكذا لا ينبغي لهما أن ينهيا ابنهما عن الزواج من هذه الفتاة لأن والدها قد يكون من المقصرين في الصلاة أو غيرها ما دامت هذه الفتاة مرضية في دينها وخلقها كما تقدم، نسأل الله أن يصلح حال الجميع وأن يختار لنا ولكم ما فيه الخير.

والله أعلم.

[تَارِيخُ الْفَتْوَى]

٢٩ محرم ١٤٢٥

<<  <  ج: ص:  >  >>