للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[لا تتحمل وزر الآخرين بعد قيامك بواجب النصح]

[السُّؤَالُ]

ـ[عندي سؤال وأنا فتاة، إن أبي يشاهد أشياء محرمة، وأمي دائمة على النصح لأبي بدون نتيجة (هل أمي محاسبة ونحن البنات أمام الله يوم الحساب) ؟ أريد إجابة واضحة (نعم أو لا) .]ـ

[الفَتْوَى]

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فالأصل في الشرع أن أحداً لا يحمل ذنب أحد، قال تعالى: وَلا تَكْسِبُ كُلُّ نَفْسٍ إِلا عَلَيْهَا وَلا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى {الأنعام: ١٦٤} .

لكنّ الشرع أوجب على المسلم الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر على قدر استطاعته، فعن أبي سعيد رضي الله عنه أنّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قال: مَنْ رَأَى مِنْكُمْ مُنْكَرًا فَلْيُغَيِّرْهُ بِيَدِهِ، فَإِنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَبِلِسَانِهِ، فَإِنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَبِقَلْبِهِ، وَذَلِكَ أَضْعَفُ الإِيمَانِ. رواه مسلم.

فإذا قام المسلم بما يقدر عليه من الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، فلا يضرّه ضلال غيره، قال تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ لَا يَضُرُّكُمْ مَنْ ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ إِلَى اللَّهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعًا فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ {المائدة:١٠٥} .

فإذا قمتم بما تقدرون عليه من الإنكار على والدك في مشاهدته للمحرمات، فلا يضركم تماديه في ذلك، لكن ننصحكم بعدم اليأس، ومداومة النصح له بحكمة ورفق والاستعانة بالله، وتشجيعه على حضور مجالس العلم، ومصاحبة الصالحين، وإسماعه الأشرطة النافعة للدعاة المصلحين، والاستعانة ببعض الصلحاء من الأقارب لنصحه، مع التنبيه على عدم التقصير في برّه والإحسان إليه، كما أنّ على أمّك عدم التقصير في حقّه فإن حقّ الزوج في الشرع عظيم، كما أن حسن التبعّل له، مما يعين على قبوله للنصح، وعليكم بالإلحاح في الدعاء له بالهداية فإنّ الله قريب مجيب.

والله أعلم.

[تَارِيخُ الْفَتْوَى]

٠١ جمادي الثانية ١٤٣٠

<<  <  ج: ص:  >  >>