للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[شرح حديثين نبويين]

[السُّؤَالُ]

ـ[سؤالي هو: أنه قد أشكل علي فهم حديثين، أرجو منكم توضيحهما لي:

الأول: ما معنى قوله صلى الله عليه وسلم (من خاف أدلج ومن أدلج بلغ المنزل) .

الثاني: قوله صلى الله عليه وسلم (الناس كإبل مائة لا تكاد تجد فيها راحلة) أو فيما معنى الحديث؟]ـ

[الفَتْوَى]

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإن معنى الحديث الأول أن من خاف يعني خاف البيات والإغارة من العدو وقت السحر أدلج أي سار أول الليل، ومن أدلج بلغ المنزل أي وصل إلى المطلب، قال الطيبي رحمه الله: هذا مثل ضربه النبي صلى الله عليه وسلم لسالك طريق الآخرة فإن الشيطان على طريقه والنفس وأمانيها الكاذبة أعوانه، فإن تيقظ في مسيره وأخلص النية في عمله أمن من الشيطان وكيده ومن قطع الطريق بأعوانه.

وأما عن الحديث الثاني فإن الراحلة هي النجيبة المختارة من الإبل للركوب فهي كاملة الأوصاف فإذا كانت في إبل عرفت، ومعنى هذا كما اختار بعض المحققين أن مرضي الأخلاق من الناس الكامل الأوصاف قليل فيهم جداً كقلة الراحلة في الإبل، وقيل في معناه إن الناس متساوون ليس لأحد منهم فضل في النسب بل هم أشباه كالإبل المائة، ولكن المعنى الأول أرجح وقد رجحه النووي وابن حجر والسيوطي، وطالع لمعرفة المزيد في الموضوع شروح الصحيحين.

والله أعلم.

[تَارِيخُ الْفَتْوَى]

٠٨ شعبان ١٤٢٥

<<  <  ج: ص:  >  >>