للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[التعامل بالربا أكلا وإيكالا من الموبقات]

[السُّؤَالُ]

ـ[كنت صاحب مصنع ملابس وتعرضت لكثير من الأزمات والديون ولم أستطع سدادها وذهبت إلى أمريكا ومكنني الله بفضله من سداد ديوني وأحاول أن أدخر من المال ما يكفي أن أعود لمصر. المشكلة أن في مصر الأعمال الحرة في خطر ونسبة كبيرة من أصحاب الأعمال في المحاكم والأموال التي تنزل إلى السوق لا تعود وليست عندي فرصة أخرى لمغامرات جديدة في السوق وليس عندي من العمر ولا الصحة ما يمكنني من سداد ديون جديدة فعمري ٥٦ سنه ولا أريد أن يأتيني الأجل وأنا علي ديون فهل يجوز لي أن أودع ما استطعت أن أدخره في أحد البنوك وأن أعيش من عائده وماذا أفعل جزاكم الله عني عظيم الثواب]ـ

[الفَتْوَى]

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإذا كنت تقصد بأحد البنوك بنكا ربويا فإنه لا يحل لك فعل ذلك إطلاقا، فالتعامل بالربا أكلا وإيكالا من الموبقات والكبائر، وصاحبه ملعون على لسان رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ كما في صحيح مسلم من حديث جابر قال: لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم آكل الربا وموكله وكاتبه وشاهديه، وقال: هم سواء.

والعجب من السائل كيف يخاف ويحذر أن يأتيه أجله وهو مدين، ولا يحذر أن يأتيه أجله وهو يتعامل بالربا، فأي العملين أحق بالحذر والخوف؟؟!!.

فالاستدانة جائزة إذا كان في نية صاحبها الوفاء، وقد مات سيد الخلق محمد صلى الله عليه وسلم ودرعه مرهونة في دين، والتعامل بالربا محرم بالكتاب والسنة والإجماع، فعلى الأخ السائل أن يتقي الله وينصرف عن فكرة وضع مدخراته في البنوك الربوية، وينظر في الوسائل والبدائل المباحة وما أكثرها.

والله أعلم.

[تَارِيخُ الْفَتْوَى]

١٠ صفر ١٤٢٦

<<  <  ج: ص:  >  >>