للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[حكم من وقع في الكفر في شهر رمضان وتاب]

[السُّؤَالُ]

ـ[أرجو بيان حكم من سب الدين في نهار رمضان هل يخرج من الإسلام ويحبط عمله وهل يبطل عمله \\\" صيام الأيام التي مضت من رمضان\\\" وهل إذا تاب وعاد إلى الإسلام بالاغتسال والصلاة - ركعتي الدخول في الإسلام- والتشهد وأكمل صيام الشهر ونوى قضاء اليوم الذي أفطر فيه بسبب سب الدين هل يتوب الله عليه، أفيدونا بارك الله فيكم.]ـ

[الفَتْوَى]

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فقد أجمع أهل العلم على أن سب الدين كفر بالله عز وجل، وإذا وقع من مسلم فقد ارتد عن الإسلام عياذا بالله من ذلك.

ومن الأدلة على ذلك قول الله عز وجل: وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ قُلْ أَبِاللَّهِ وَآَيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنْتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ (٦٥) لَا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ {التوبة: ٦٥-٦٦} .

وقد نزلت هذه الآيات في أناس لم يعلنوا سب الدين صراحة، ولكنهم طعنوا في حملته ونقلته، فكيف بمن تجرأ وسب الدين رأسا! نعوذ بالله من الخذلان.

والذي ننصح به من وقع في ذلك أن يغتسل ويشهد الشهادتين ويتوب إلى الله عز وجل، وأن يكثر من الاستغفار والعمل الصالح، وأن يعلم أن باب التوبة مفتوح أمام العبد من جميع الذنوب، صغيرها وكبيرها. كما قال تعالى: قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ (٥٣) وَأَنِيبُوا إِلَى رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ ثُمَّ لَا تُنْصَرُونَ (٥٤) وَاتَّبِعُوا أَحْسَنَ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ بَغْتَةً وَأَنْتُمْ لَا تَشْعُرُونَ {الزمر: ٥٣-٥٥} . وانظر الفتوى رقم: ٥١٠٤٣.

ومن وقع منه السب في نهار رمضان وهو صائم فقد فسد صومه ذلك اليوم، ويلزمه التوبة والقضاء. قال في أسنى المطالب: فلا يصح صوم الكافر أصليا كان أو مرتدا ولو ناسيا للصوم. قال في الشرح: أي ارتد وهو ناس للصوم فيبطل بها.

وقال أيضا: فلو ارتد أو حاضت أو نفست في بعضه بطل صومه. اهـ. وانظر الفتوى رقم: ٢٧٣٠٥.

وأما صيام الأيام التي مضت قبل ردته فإنها لا تبطل إذا رجع إلى الإسلام، لأن الردة إنما تحبط العمل بالكلية إذا مات عليها والعياذ بالله، لقوله تعالى: وَمَنْ يَرْتَدِدْ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَيَمُتْ وَهُوَ كَافِرٌ فَأُولَئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ {البقرة: ٢١٧} . وانظر الفتوى رقم: ٩٦٤٣ والفتوى رقم: ٣٧١٨٥ فإنها مهمة.

والله أعلم.

[تَارِيخُ الْفَتْوَى]

١١ شوال ١٤٢٥

<<  <  ج: ص:  >  >>