للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[السعي في تطليق الزوجة لتقصير زوجها بحقوقها بدون رغبتها]

[السُّؤَالُ]

ـ[نحن نقيم في إحدى دول الخليج زوج أختي لا يعمل منذ قدومه لهذه الدولة قبل ١٢ عاما ولم يسبق له طوال هذه الفترة أن أطعم طفليه رغيف خبز حاف وأختي هي التي تعمل والحمد لله وهي تعاني أشد المعاناة في حمل مسؤولية طفليها وقد ظلت تستدين من البنوك الربوية لتغطية مصروفاتها المتزايده يوما بعد يوم.. وزوجها كل همه هو الظهور أمام الناس في أحسن هيئة وقد ظل يصور للناس بما فيهم والداه بأنه هو الذي يعمل ويصرف على بيته وهو يغتني ويلبس أفخم الثياب ويتعطر بأغلى العطور حتى لا يشك الناس في وضعه ويأخذ مصروفه كاملا من زوجته ويهدد ويتوعد إن لم يجد مالا بأنه سوف يأخذ الطفلين ويرحل.. وآخر الأمر قد ظل يأخذ خلسة كل مال تدخره زوجته ويصرف ببذخ على معارفه ويرسل بعضه إلى أهله بمسقط رأسه حتى يقنعهم بمزاعمه في أنه رجل مسؤول.. ينام نهاره وليله ولا يساعد في أعمال المنزل إلا نادرا وليس لديه طموح في العمل أو اكتساب أي خبرة في أي مهنة تعينه على كسب العيش فهو لم يسبق له العمل بتاتا قي أي مهنة!! ومنذ ١٢ عاما لم يسافر لزيارة والديه وهو يريد لسفره أن يكون ميسورا ومسهلا ويكون بحوزته المال الكثير حتى يقنع جميع أهله بمزاعمه!! هو يصلي في المنزل ولا يحب أداء الفريضة في المسجد ويصوم الفرض!! لا أصدقاء مقربين له وكل من عرفه يبغضه لكثرة كذبه ونفاقه!! وهو يجهل أموره الدينية والدنوية ويحلل ويحرم حسب هواه!! وقد أقنع نفسه بأن الصرف من مال زوجته لا حرج فيه!!

طلبت من أختي والتي هي زوجته أن توقع لي على عريضة نرفعها للمحكمة الشرعية بنية تطليقها منه.. ولكن ضعف ووهن النساء وكانت رافضه لذلك بشده وهي مازالت ترجو صلاحه وتتعشم ذلك! وتتحجج بأن مصلحة الطفلين في وجوده معهما!! ولكن هي رغبتها في الاحتفاظ به ليس إلا.. ربما حفاظا على وضعها الاجتماعي وإشباع عواطفها!! رغم أنه يهمل أبسط حقوقها كزوجة وقد هجر فراش الزوجية منذ أمد بعيد!!

لا أعرف كيف ارد لها حقها من هذا الزوج الغاصب ولا أعرف ما هو رأي الدين في معاشرتها لزوج بكل هذه السلبية وأن تقوم هي بوجود الزوج في القيام بواجباته!! وما هو مصير هؤلاء الأطفال!! علما بأن الطفلة الصغرى تعاني من مرض التوحد وعديمة النطق!! أفتوني واهدوني السبيل؟

جزاكم الله عنا كل الخير.]ـ

[الفَتْوَى]

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإن كان هذا الرجل على الحال المذكور فلا شك أنه مفرط من عدة جهات، ومنها تقصيره في حق زوجته وعياله بعدم الإنفاق عليهم وعدم المعاشرة بالمعروف، ومن جهة تشبعه بما لم يعط فهو كلابس ثوبي زور، وأيضا مقصر بتواكله وعدم سعيه في الكسب والرزق، وكذلك من جهة تركه أداء الفريضة في المسجد إلى غير ذلك.

فالذي نرشد إليه هو أن يذكر هذا الرجل بأن يتقي الله تعالى في نفسه وفي أهله، وأن ينتدب إليه بعض أهل الخير والفضل ومن يرجى أن يجد قوله قبولا عنده.

ولا يتوجه على زوجته لوم برضاها البقاء معه وصبرها عليه فقد تكون المصلحة في بقائها معه لا في فراقه ولاسيما في أمر مصلحة هؤلاء الأولاد، فلا يجوزك لك السعي في تطليقها من زوجها لأن في ذلك تخبيبا لها على زوجها.

وينبغي أن تنصح أختك بالحذر من العامل بالربا ففي الاستدانة بالربا إعانة على أكل، هـ وهذا موجب للإثم وسخط الله تعالى فلا يجوز اللجوء لذلك إلا لضرورة. وراجع الفتوى رقم: ١٢٩٧.

والله أعلم.

[تَارِيخُ الْفَتْوَى]

٢٧ شوال ١٤٢٩

<<  <  ج: ص:  >  >>