للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[حكم اقتراض من لا يقدر على الوفاء]

[السُّؤَالُ]

ـ[أنا أعمل في دائرة حكومية وراتبي يساوي ١٦٨٨ درهم إماراتي يعني ١٧٣٠ سعودي تقريباً وهذا الراتب لا يكفي للمصروف الشهري للفرد أو الشخص العازب في ظل ارتفاع الأسعار عندنا في الدولة.. حيث إن الجالون الواحد من البنزين عندنا يساوي ٦,٢٥ دراهم والمسافة بين العمل والمنزل يساوي ٣٠ كيلومتر ولذلك أصرف على البنزين شهرياً تقريباً ما يقارب أو ٣٠٠ درهماً شهرياً من غير مصاريف البيت والعلاج الى آخر ... سؤالي هو: هل يجوز لي أن أسأل أصدقائي وإخواني الذين رواتبهم ووضعهم مستقر ورواتبهم تكفيهم وزيادة المساعدة في علاج أولادي وبعض الضرورات والحاجات أم لا وأكون آثماً في سؤالي لهم أو أقترض من الناس وأنا أعرف يصعب علي قضاء الدين أم أغرق نفسي في الديون من البنوك الربوية؟

أفيدوني جزاكم الله خيرا.]ـ

[الفَتْوَى]

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإنا نسأل الله أن يبارك لك في قليل مالك، وأن يعفك عن الحرام، وننصحك بالالتزام بتقوى الله والبعد عن الحرام؛ فإن تقوى الله تنال بها البركة في الرزق؛ كما قال تعالى: وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آَمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ {الأعراف: ٩٦} وننصحك بالإكثار من الدعاء، وسؤال الله العافية، والاكتفاء بالحلال عن الحرام، وأن تستعيذ به من الدَين والحاجة للناس، وعليك بالاقتصاد في المعيشة فأنفق على نفسك بقدر وسعك، واصبر حتى يوسع الله عليك.

وأما الاقتراض من البنوك الربوية فهو محرم، وهو سبب لمحق مالك ونزع بركته ولزيادة معاناتك فلا حل للمشاكل بحرب الله تعالى واللجوء إلى معاصيه، فقد قال تعالى: الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبَا لَا يَقُومُونَ إِلَّا كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُوا إِنَّمَا الْبَيْعُ مِثْلُ الرِّبَا وَأَحَلَّ اللَّهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبَا فَمَنْ جَاءَهُ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّهِ فَانْتَهَى فَلَهُ مَا سَلَفَ وَأَمْرُهُ إِلَى اللَّهِ وَمَنْ عَادَ فَأُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ يَمْحَقُ اللَّهُ الرِّبَا وَيُرْبِي الصَّدَقَاتِ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ كُلَّ كَفَّارٍ أَثِيمٍ إِنَّ الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآَتَوُا الزَّكَاةَ لَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَذَرُوا مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبَا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا فَأْذَنُوا بِحَرْبٍ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَإِنْ تُبْتُمْ فَلَكُمْ رُءُوسُ أَمْوَالِكُمْ لَا تَظْلِمُونَ وَلَا تُظْلَمُونَ {البقرة: ٢٧٥ ـ ٢٧٩} وقد صرح أهل العلم كذلك بمنع الاقتراض لمن علم من نفسه عدم القدرة على الوفاء، إلا إذا أخبر المقرضين بإملاقه وفقره، لكن إذا وقع في الضرورة جاز له الاقتراض وإن لم يرج الوفاء، بل يجب عليه الاقتراض حينئذ؛ كما صرح بذلك العبادي الشافعي في حاشيته على تحفة المحتاج.

وراجع الفتاوى التالية أرقامها: ٦٠٩٨٨، ١٧٠٠٧، ٣٩٢٢٨، ٦٥٠١، ٤٩١٢٧، ١٣٠٢٤، ٥٧١٠٣، ٢٩١٣.

والله أعلم.

[تَارِيخُ الْفَتْوَى]

١٣ شعبان ١٤٢٧

<<  <  ج: ص:  >  >>