للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[مسائل حول المال الحرام والتخلص منه]

[السُّؤَالُ]

ـ[الموضوع يتعلق بالربا فإن كل مرة أتعذب في التخلص منه، وذلك لأني أعطيها لفقير قصد التخلص منه فقط.

المرة الأخيرة كان لدي ١٠٠ يورو من الربا فطلبت مني امرأة من لبنان مساعدة مالية, فقررت أن أرسل لها مبلغ الربا للتخلص منه. قمت بالإرسال عبر الوسترن اونيون, ومعاليم الإرسال تبلغ ١٠ يورو.فهل أستخلص معلوم الإرسال من مبلغ الربا, أي أبعث الباقي وهو ٩٠يورو? أم معلوم الإرسال من نقودي وأبعث مبلغ الربا (١٠٠يورو) كاملا؟

المشكل الثاني هو هذه المرأة (من مخيم نهر البارد بلبنان) التي بعث لها مساعدات مادية أحيانا, أنا لا أعرفها وقد عرفتها بالانترنت وتطلب مساعدة وتقول: بيتي مهدم, لا نجد ما نأكل, نحن نعاني....

لقد دخلني شك بأنها يمكن تكون تكذب علي؟ فماذا أفعل!!! هل أرفض مساعدتها في المستقبل لأني أشك في صدقها؟.]ـ

[الفَتْوَى]

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فهنا أمور ينبغي تنبيه السائلة إليها.

الأمر الأول: لا يحل لها الاستمرار في التعامل بالربا ويجب عليها التوبة منه. إلا ما كان من أمر الإيداع في البنوك الربوية للضرورة حيث لا تجد بنكا إسلاميا وحسابا جاريا بدون فوائد في بنك ربوي فيجوز لها الإيداع في حساب بفائدة والتخلص من هذه الفائدة في مصالح المسلمين العامة.

الأمر الثاني: يجب على السائلة التخلص من الفائدة فورا في وجوه البر ومصالح المسلمين العامة ومن ذلك دفعها إلى المراكز الإسلامية والمدارس الشرعية ونحوها.

الأمر الثالث: إذا أرادت السائلة إرسال هذا المال إلى بلد آخر لفقير أو محتاج فأجرة التحويل عليها ولا تخصم من المال الحرام لأن الواجب التخلص من كله وأجرة التحويل من ضرورات هذا التخلص.

الأمر الرابع: عليها أن تتحرى عن المستحق لهذا المال فلا تدفعه إلا لفقير أو في مصالح المسلمين، ولذا لا نرى أن ترسل لهذه المرأة والتي لا تعرفها إلا عن طريق الانترنت وهذا مجال يسهل فيه الغش والكذب ويعسر فيه التحري.

والله أعلم.

[تَارِيخُ الْفَتْوَى]

١٩ شوال ١٤٢٩

<<  <  ج: ص:  >  >>