للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[بذل الوسع للاستيقاظ لصلاة الفجر]

[السُّؤَالُ]

ـ[١- لم أكن أعلم أن النذر مكروه.

٢- ما هو معنى الحديث عن عبد الله بن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عن النذر فقال: إنه لا يأتي بخير، وإنما يستخرج به من البخيل. متفق عليه.

٣- أنا أحافظ على الصلوات المفروضة أكثر شيء في حياتي بفضل الله، ولا أتذكر أن فاتتني صلاة الفجر مرة قبل الزواج، ولكني بعد الزواج صارت تفوتني كثيرا، وأصحو وأنا في فزع وهم وكدر أن فاتتني هذه الصلاة مع أني قد أضبط أكثر من ٥ منبهات، وأوصي بعض الأقارب أو الأصدقاء بأن يوقظوني، ولكن قد أصحو وقد لا أصحو، يعلم الله أنه ليس تكاسلا، ولكن لا أفيق من نومي إلا بعد الشروق، فأزداد هما وحزنا.

فاتفقت مع زوجي في أحد الأيام أن نخرج عن فوات صلاة الفجر ١٠٠جنيه عن صلاة بدون نذر ولا غيره.

ففعل فترة ثم تخاذل، فاتفقت معه على أن نصوم هذا اليوم أي أنه إذا صحونا من نومنا، وقد طلعت علينا الشمس فنصوم هذا اليوم حتى يغفر الله لنا، وإن لم يكن علينا ذنب حيث نكون في غير وعينا، فيجبر الصيام عدم لحاقنا بصلاة الفجر، ففعلنا فترة حتى دخل الصيف فشق علينا ذلك، حيث إننا نصوم هذا اليوم بلا سحور، وقد يكون بلا عشاء أيضا، حتى أننا وجدنا بعد صيامنا فترة أن الصلاة صارت لا تفوتنا إلا مرة في الشهر، فكان يقول زوجي مازحا: شق على إبليس أن نصوم يوم تطوع بدلا من فوات الصلاة، ونحن في غير وعينا فصار يتولى إيقاظنا بدلا من صوم التطوع.

المهم أننا بعد دخول الصيف توقفنا فعادت الصلاة تفوتنا كثيرا، والمشكلة أني أحاول النوم مبكرا، ولكن عمل زوجي يمنعني من ذلك، حيث أنه يعمل لوقت متأخر من الليل، فأنتظره ولا أستطيع النوم قبل رجوعه أبدا مع المحاولات، والآن نذرت أنا نذرا لله في يوم وقد ضاق صدري وبكيت كثيرا لفوات هذه الصلاة فنذرت وأنا ساجدة أثناء قضائها أن أعود فأصوم اليوم الذي تضيع علي فيه صلاة الفجر، وليس لي دخل بزوجي لأنه يعمل عملا شاقا، ولا يستطيع الصوم أثناءه، فوجدت أني صمت أسبوعين متتابعين تقريبا، وأنا أجاهد نفسي حتى أتفادى ذلك، ولكن دون جدوى، فصمت من الحيضة إلى الحيضة حتى أني أصحو بعد الشروق بدقيقتين أو ثلاثة وهكذا كل يوم. وبدأ زوجي يغضب مني لأنه يعود في وسط النهار فلا آكل معه، وأيضا لأني نحيفة وهذا يؤثر علي وهو لا يريدني نحيفة، لأنه كما ذكرت أصوم بلا سحور. فما الحل لصلاة الفجر أولا؟ وما الحل لهذا النذر ثانيا؟]ـ

[الفَتْوَى]

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فنسأل الله تعالى أن يعينك على ذكره وشكره وحسن عبادته.

أما مسألة الاستيقاظ لصلاة الفجر والوسائل والأسباب المعينة على ذلك، فقد سبق بيانها في الفتوى رقم: ٢٤٤٤. ثم ننبه الأخت السائلة على أنها إن فعلت كل ما بوسعها من أسباب الاستيقاظ لأداء الصلاة في وقتها، وحصل نوم بعد ذلك فلا إثم عليها إن شاء الله، فإن الله لا يكلف نفسا إلا وسعها، وفي الحديث: إنه ليس في النوم تفريط، إنما التفريط في اليقظة، فإذا نسي أحدكم صلاة أو نام عنها فليصلها إذا ذكرها. رواه مسلم والترمذي واللفظ له وأبو داود وابن ماجه.

فما دمت قد بذلت كل ما في وسعك فلا حرج عليك، ولكن عليك ألا تيأسي من تكرار المحاولة كل ليلة حتى يفتح الله ويمن عليك بالصلاة في وقتها. وقد سبق التنبيه على ذلك في الفتويين رقم: ٢٦٢٨٠، ٢٨٢١١.

وأما النذر الذي ذكرته في سجودك، فإذا كنت قد تلفظت به، ولم يكن مجرد حديث نفس، فهو من نذر اللجاج والغضب، وهو الذي يخرجه صاحبه مخرج اليمين للحث على فعل شيء أو المنع منه، غير قاصد للنذر ولا القربة، وهذا حكمه حكم اليمين، وصاحبه مخير بين الوفاء بما حلف عليه وبين أن يحنث فيلزمه كفارة يمين وهي المبينة في الفتوى رقم: ٢٠٤.

أما إذا كان مجرد حديث نفس، ونيةً دون تلفظ، فإنه لا يلزمك شيء.

ثم ننبه السائلة الكريمة إلى أن الراجح من أقوال أهل العلم أن النذر وإن كان الوفاء به واجبا إلا أن إنشاءه مكروه، لما رواه البخاري ومسلم في صحيحيهما عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن النذر. وقد سبق بيان ذلك في الفتوى رقم: ١٦٧٠٥.

وراجعي في النذر وحكمه الفتاوى التالية أرقامها: ١١٢٥، ٧١٨٣٢، ٣١٧٧٨.

والله أعلم.

[تَارِيخُ الْفَتْوَى]

٢٥ جمادي الأولى ١٤٣٠

<<  <  ج: ص:  >  >>