للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[لا لوم على المرأة في إفشاء فجور زوجها]

[السُّؤَالُ]

ـ[سيدي الفاضل أكتب إليكم كلماتي والألم يعتصر فؤادي وتخنقني العبرة فالله وحده يعلم بحالي وبما يحدث معي ... مشكلتي باختصار تزوجت من حوالي سنة تزوجت بشاب تعرفت عليه عن طريق النت وتعرف كل منا علي الآخر وتزوجنا وعندما أصبحت في بيته وجدت أن الشخص الذي تعرفت عليه مختلف كليا عن هذا الشخص الآن.. برغم أنني أعترف أنه حنون ويحبني ولكن ياسيدي مر شهر واحد فقط لأجد الخيانة أصبحت عنوان حياتنا الأساسي فأصبحت مع مرور الأيام اكتشف حديثه مع فتيات علي النت وأيضا أرقام علي موبايله وأيضا رسائل علي أيميله وأقسم بالله ياسيدي الفاضل لم أكن أبحث وراءه وإنما كان الله يضع الشيء أمامي وعندما كنت أواجهه بما أري كان يثور ويغضب ويحسسني أنني أنا لا أعرف أتصرف فهو يريد مني أن لا أبالي حينما أري مثل هذه الأشياء ولا أعصب ولا أبكي ولا أصرخ لا بل يجب ان أكون هادئة وأن لا أفتح الموضوع من أصله.. حقيقة لا أعرف كيف؟ المهم توالت الأيام تلو الأخري والمشاكل ذاتها تصب تحت بند الخيانة غير أنني اكتشفت أيضا انه يتكلم بطريقة فاحشة معي ومع أصدقائه وأهله وحينما كنت أقول له أرجوك لا تقل مثل هذا الكلام لأنه يفتح علينا أبواب جهنم كان يقول لي أنا هكذا نشأت؟؟؟ وتمر الأيام والخيانة متواصلة والمشاكل أيضا وأيضا ياسيدي الفاضل أصدقاء السوء الذين يحبهم أكثر من أي شيء ويعطيهم رقم البنت التي يعرفها كي يتسلوا بها في وقت انشغاله.. صدمت يا سيدي الفاضل وكنت أعرف أن الله لا يريد أن يرزقني منه بطفل برغم كل المحاولات.. وللأسف فإنه كان يستطيع إرضائي فهو لديه أسلوب يجعل الذي أمامه مخطئا حتى وإن كان صاحب حق ولديه أسلوب يجعلني فيه أتأسف له بدلا من يتأسف لي هو ... آااااااه كم تعذبت في حياتي معه ومع ذلك صبرت كثيرا ولم أخبر أهلي ولا أهله ظنا مني أن حاله سيتعدل وسيصبح شخصا مسؤولا ومرت الأيام واضطررت أنا أن أعود لأهلي لكي أكمل إجراءات أوراق إقامتي حيث إن اهلي يقيمون بدولة أوروبية وأنا وزوجي أيضا ولكن في دولة أوروبية أخرى.. وعندما عدت إلي بيت أهلي الكل لاحظ أن نفسيتي محطمة وأن صحتي في تدهور غريب وعند أول سؤال وجدت نفسي أصرخ بكل الحقيقة لأهلي لأنني ماعدت أطيق الاستمرار في حمل كل هذا على ظهري لوحدي وأملي مفقود في أن يصبح إنسانا سويا.. إضافة إلي أنه أفقدني الثقة فيه والثقة في نفسي.. رغم أنه يشهد علي الله اأني لم أقصر في حقه وأنني كنت كل يوم معه بمثابة عروس جديدة بشكل جديد وأسلوب جديد ومفاجات جديدة أقسم بالله ... وكانت كلمته لا تكون كلمتين عندي.

وعندما علم أهلي بما حدث طلبوا منه الطلاق ولكنه رفض وجدت نفسي لا أستطيع أن أقول شيئا وشعوري أنني من أتيت به لأهلي لأتزوجه والآن المشكلة لها ٤ أشهر كاملة بين أهلي والذين يريدون الطلاق وبينه هو الذي يرفض ويقول إن أهلي كبروا الموضوع علي الفاضي طبعا أهله أيضا قالوا نفس الكلام ... وعندما أتحدث إلى زوجي يقول لي اتركي أهلك وارجعي إلي بيتك وأنا سأعوضك عنهم ولكنني كنت أرفض ولازلت أرفض إلي هذه اللحظة وأقول له لا فأنا من دون رضا أهلي لن أعيش معك وإن كانت سعادتي كلها معك. أنا في حيرة من أمري ياسيدي الفاضل يعتصرني الألم يوم بعد يوم واشعر أنني تائهة حائرة لا أعرف ماذا علي أن أفعل؟ لا أستطيع ترك أهلي والذهاب مع شخص لا أضمن أن يكون زوجا مخلصا ولا أستطيع أن أستمر في هذا العذاب ... وعندما طلب مني أهلي أن أرفع عليه دعوى خلع والله ياسيدي الفاضل أشعر بأن شيئا ما يوقفني لا أعرف ما هو؟؟؟

ساعدوني جزاكم الله خيرا ماهو الشيء الصحيح الذي يجب علي فعله.............؟

وهل حقا أنا أفشيت أسرار البيت عندما قلت لأهلي كما قال لي زوجي؟

هل الله غاضب مني لما فعلت؟]ـ

[الفَتْوَى]

خلاصة الفتوى:

ينبغي أن تسعي في إصلاح زوجك بالنصح والتوجيه والدعاء، وإن لم يفد ذلك فلا حرج عليك في طلب الطلاق منه.

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإنك لم تكوني مصيبة في اختيار الإنترنت كوسيلة للتعرف على الشخص الذي تريدين أن ترتبطي به ارتباطا دائما (زواج) ؛ لما هو معلوم من أن الانترنت يكثر فيه الخداع والكذب، والتلاعب بمشاعر النساء ...

والزواج ميثاق غليظ –كما سماه الله تعالى- لذا فإنه ينبغي أن يبنى على الثقة والمودة والرحمة. قال تعالى: وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ {الروم:٢١} .

وقال سبحانه: وَكَيْفَ تَأْخُذُونَهُ وَقَدْ أَفْضَى بَعْضُكُمْ إِلَى بَعْضٍ وَأَخَذْنَ مِنكُم مِّيثَاقًا غَلِيظًا {النساء:٢١} .

وليس من شك في أن ما ذكرته عن زوجك من حديث مع الفتيات على النت، واحتفاظه بأرقامهن علي موبايله ورسائلهن علي إيميله ... وكلامه معك ومع أصدقائه وأهله بطريقة فاحشة ... وقوله إنه هكذا نشأ ... وصحبته لأصدقاء السوء، وغير ذلك مما بينته عنه ... يعتبر بحق أمورا محرمة ولا تليق بالمسلم.

وعليك أن تنصحيه وتخوفيه من غضب الله وعقابه في الدنيا والآخرة. ويمكن أن تستعيني على ذلك بمن ترينهم أهل صلاح ودين، فينصحونه ويخوفونه بالله لعله يعود إلى رشده وينتهي عن غيه.

ولتكثري من الدعاء له بالاستقامة والرجوع إلى الله تعالى، وخاصة في أوقات الإجابة في الثلث الأخير من الليل ودبر الصلوات المكتوبة وفي أثناء السجود لعل الله تعالى أن يهدي قلبه، فإن استمر على حاله ولم تجدي منه ارعواء فلك أن تطلبي منه الطلاق، وإن امتنع فلك أن ترفعي أمره إلى محكمة شرعية أو إلى أحد المراكز الإسلامية في البلد الذي أنت فيه إن لم توجد محكمة شرعية.

ثم إنه لا لوم عليك فيما أفشيت من سره طالما أنك فعلت ذلك إنكارا للمنكر واستعانة على ما ذكرته من حال زوجك.

ونسأل الله أن يعينك ويصرف عنك السوء.

والله أعلم.

[تَارِيخُ الْفَتْوَى]

١٠ ربيع الثاني ١٤٢٩

<<  <  ج: ص:  >  >>