للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[الاستدلال بالألفاظ القرآنية والنبوية في مواطن اللهو والعب]

[السُّؤَالُ]

ـ[معلق مباراة في كرة القدم بين فريقين أجنبيين، بعد نهاية المباراة قال: رفعت الأقلام وجفت الصحف. وكثيراً مانسمع تعليقات تدخل فيها آيات قرآنية، أو أحاديث نبوية شريفة في غير محلها.

ماهو حكم ذلك؟]ـ

[الفَتْوَى]

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فالألفاظ القرآنية والنبوية، وكذا الألفاظ الشرعية، يجب احترامها وتحرم إهانتها، وعليه فلا يجوز استعمال مثل هذه الألفاظ في سياق يفهم منه الامتهان ويظهر منه الاستخفاف.

وأما استعمالها على وجه الاستشهاد؛ تعظيما لها وإقرارا بها، ولكن في مجال لعب ولهو فهو وإن لم يحرم فإنه يكره؛ تعظيما لشعائر الله وإجلالا لها. ومن المعروف أن كرة القدم ما هي إلا لعبة، ولا تخرج في حقيقتها عن اسمها، فلا يليق استعمال الألفاظ المحترمة في التعليق على مبارياتها، وإن كانت في نفسها صحيحة، فإن العجز والكيس والجد والهزل كل ذلك بقدر الله، قد جرت به الأقلام وجفت به الصحف.

وقد تقدمت لنا عدة فتاوى حول مسألة الكرة، فراجع مثلا الفتوى رقم: ٤٥٣.

وأما الاستشهاد بمثل هذه الألفاظ في غير محلها بحيث تحرف معانيها وتنزل على غير المراد منها، فلا يجوز، لأنه تحريف للكلم عن مواضعه. وراجع للفائدة الفتويين: ١٨٩٦٢، ٤٥٨٢٩.

والله أعلم.

[تَارِيخُ الْفَتْوَى]

١٠ ربيع الثاني ١٤٣٠

<<  <  ج: ص:  >  >>