للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[الإعفاف من أكبر مقاصد النكاح]

[السُّؤَالُ]

ـ[أنا فتاة متزوجه منذ عامين, وهو يعمل بالليل وقد طلبت منه أن يغير دوامه إلى الصباح ولكنه رفض وأنه لم يجامعني أكثر من ستة شهور، وهذه الأمور تؤثر علي كثيراً، لقد طلبت الطلاق فهل أأثم على ذلك، تركت له المنزل وأنا عند أهلي فهل هناك إثم علي، إذا خرجت مع أهلي ولم أطلق بعد, فهل علي إثم، أرجو الإجابه على الأسئله الثلاثة لأني لا أريد أن أغضب الله، وجزاكم الله كل خير.]ـ

[الفَتْوَى]

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإننا ننصح الزوجة أولاً بالتريث وعدم الاستعجال بطلب الطلاق وبالرجوع إلى بيت زوجها، فإن تفريط الزوج في الفراش لا يبرر تفريطها في حقه، كما في الفتوى رقم: ٢٧٢٢١.

ولربما حصل هذا الجفاء من الزوج بسبب نوع من التقصير من الزوجة، كما ننصحها بالتودد لزوجها بالزينة والكلام الطيب، فلعله أن يؤوب ويرجع إلى معاملة أهله بالحسنى وإعطائها حقها في الفراش.

فإن أصر الزوج بعد ذلك على هجر زوجته في الفراش وعدم إعطائها حقها، فيجوز لها حينئذ طلب الطلاق، وقد قال الله تعالى: فَإِمْسَاكٌ بِمَعْرُوفٍ أَوْ تَسْرِيحٌ بِإِحْسَانٍ [البقرة:٢٢٩] ، وانظري الفتوى رقم: ٢٤١٣٨، فإنها في نفس الموضوع.

وقد اختلف أهل العلم في تحديد المدة التي يجب على الزوج أن يجامع فيها زوجته فقيل في كل أربعة أشهر مرة على الأقل، وقيل في كل طهر، وقيل حسب حاجتها وقدرته، وعلى كلٍ فلا يجوز للزوج أن يترك زوجته وقتاً طويلاً يضرُّ بها، فإن لم يفعل فإنه آثم ويحق للزوجة طلب الطلاق لأن الإعفاف من أكبر مقاصد النكاح، وإذا لم يحصل الإعفاف لم يكن للزواج معنى، وانظري الفتاوى ذات الأرقام التالية: ٢٠١٩٩، ١٤٩٩٧، ونلفت نظر السائلة إلى عدم جواز خروجها من البيت بغير إذن زوجها ما دامت في عصمته ولو مع أهلها إلا عند الحاجة أو الضرورة، كما في الفتوى رقم: ٢١٠١٦، والفتوى رقم: ٢٢٨٤٢.

والله أعلم.

[تَارِيخُ الْفَتْوَى]

١٢ ربيع الثاني ١٤٢٥

<<  <  ج: ص:  >  >>