للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[وجود المني على الأشياء لا ينجسها]

[السُّؤَالُ]

ـ[السلام عليكم: كنت في طريق العودة من رحلة إلى الديار المقدسة لأداء مناسك العمرة وأنا مسافر في الحافلة فنمت قليلا، ولما أفقت دخلت إلى المرحاض لقضاء الحاجة، فوجدت على فتحة الفرج الذكري كمية صغيرة من سائل المني وقد لمسته بيدي للتأكد وعندما رفعت الثياب للخروج من المرحاض لمست بيدي ـ المتسختان ـ عليهما سائل المني والحزام وـ البلوزة ـ والسروال، وأكملت السفر في الحافلة وسألت الأكبر مني سنا، كيف سأعانق الأقارب؟ فقالوا لي لا توجد مشكلة، عانقهم، ولكن حيرني أمر آخروهو: أن الملابس التي أرتديها لامست الحقائب، والحزام لامس المنشفة التي أتنشف بها، فهل هذا يضر بصلاتي بعد أن صليت وأنا أستعمل المنشفة التي لامسها الحزام؟ وهل ينتقل المني من غرض لآخر فيجعله نجسا؟.]ـ

[الفَتْوَى]

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فالمني طاهر وليس بنجس على الراجح من أقوال أهل العلم، وقد بينا خلافهم في هذه المسألة ورجحنا القول بالطهارة، وانظر لذلك الفتوى رقم: ٦٣٤٠٣، ومن ثم فإنه لم يتنجس شيء من الأغراض التي لمستها بيدك وعليها المني، ولم يتنجس شيء ممّا لامس تلك الأغراض، لأن المني طاهر كما قدمنا، وأما على القول بنجاسته، فقد سبق أن بينا الأحوال التي تنتقل فيها النجاسة من جسم متنجس إلى آخر طاهر، فانظرها في الفتوى رقم: ١١٧٨١١، واعلم أن المني وإن كان طاهراعلى الراجح لكنه موجب للغسل إجماعا، لقوله صلى الله عليه وسلم: الماء من الماء. أخرجه مسلم.

فإذا كنت لم تغتسل بعد رؤيتك لذلك المني الذي خرج منك في النوم، فإن عليك الاغتسال وقضاء كل الصلوات التي صليتها وأنت جنب.

والله أعلم.

[تَارِيخُ الْفَتْوَى]

٢٦ شعبان ١٤٣٠

<<  <  ج: ص:  >  >>